كتاب محمد صالح العثيمين العالم القدوة المربي والشيخ الزاهد الورع

تأليفاته -رحمه اللّه - انتشرت في العالم الإسلامي، فلاتكادُ تجدُ
مسجداً إلا ويُقرأ فيه "كتاب رياض الصالحين " وكتبه مشهورة مبثوئة في
العالم؟ مما يدل على صحة نيته، فإنَّ قبولَ الناسِ للمؤلفات من الأدلة
على إخلاص النية ".
وأشار -رحمه اللّه - إلى خطأ الإمام النووي -رحمه اللّه تعالى - في
الاجتهاد في بعض المسائل في الأسماء والصفات. ولكنَّ الشيخ ابن
عثيمين لا يغمِطُ الإمامَ النوويَّ حقَّه، هانما يرى أنَّ هذا منه -رحمه اللّه-
كان من باب الاجتهاد، وانه مأجوو على اجتهاده، ويقول في ذلك:
"ومثلُ هذه المسائل التي وقعت منه -رحمه اللّه - خطأ في تأويلِ
بعض نصوص الصفات؟ إئه لمغموز بما له من فضائل ومنافع جمّة،
ولانظنُّ أنَّ ما وقع منه إلا صادز عن اجتهادٍ وتأويل سائغٍ -ولو في
رأيه - وأرجو ان يكونَ من الخطأ المغفور، وان يكونَ ما قدَّمه من
الخير والنَّفع من السعي المشكور".
ثم شرع -رحمه اللّه - في شرح هذه الأحاديث واحداً تلو الاخر، منبهاً
قبل ذلك أنه ينبغي على طالب العلم ان يحفظها؟ لأنها منتخبة من احاديث
عديدة.
وقد سلك -رحمه اللّه - في شرح هذه الأحاديث المنهج نفسَه في " شرح
رياض الصالحين " (1)، وإن كان توسع في هذا الشرح بعض الشيء عن
رياض الصالحين، لأنَّ كل حديث من أحاديث هذا الكتاب مستقل،
وقائم بذاته، فلا بدَّ من إشباع القول في مقاصد الحديث، بينما احاديث
"رياض الصالحين " تندرج ضمن أبواب، كل باب يحتوي على مجموعة من
الأحاديث، فكان الشيخ يسهب في شرح حديث ما من الباب، ويختصر في
شرحه لحديث آخر، ذاكرأ في البداية مقاصد الباب وما يرمي إليه.
! "!
(1)
سيأتي الحديث منه برقم (14) ص (109).
107

الصفحة 107