كتاب محمد صالح العثيمين العالم القدوة المربي والشيخ الزاهد الورع

14 - شرح رياض الصالحين
كتاب "رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين "، للإمام أبي زكريا
محيي الدين يحيى بن شرف النووي، المتوفى سنة 676 هـ، من الكتب
التي وُضِع لها القبول في الأرض بين المسلمين؟ من العلماء ومن العامة
على حد سواء. وهذا الامر ينطبق على كثير من كتب الإمام النووي -رحمه
اللّه -، ومنها "كتاب الأربعين النووية "، و"كتاب الأذكار"، وقد قال
العلماء: إن سبب إقبال المسلمين على كتب الإمام النووي هو
إخلاصه، وصدق نيته مع اللّه.
وكتاب "رياض الصالحين " من أشهر الكتب التي جمعت عدداً من
الأحاديث الواردة عن الرسول! يِّ!، والتي قصدَ الإمامُ النوويُّ منها، من
خلال هذا الكتاب، ان تكونَ طريقاً لقارئها إلى الاخرة، ومحصلاً لادابه
الباطنة والظاهرة، جامعأ للترغيب والترهيب وسائر انواع آداب
السالكين: من احاديث الزهد، ورياضات النفوس، وتهذيب الأخلاق،
وطهارات القلوب وعلاجها، وصيانة الجوارح، وإزالة اعوجاجها،
وغير ذلك من مقاصد العارفين.
وقد اعتنى بهذا الكتاب كثيرٌ من العلماء، ما بين شرح واختصار
وتخريج، او قراءة في مسجد، بل ربّما لا ابعدُ الظنَّ إنْ قلتُ: إنَّ هذا
الكتاب قد قُرئ في أغلب مساجد المسلمين، وفي بعضها قرئ مرّاتٍ
عديدة. ومن ذلك ما كان في المسجد الكبير بمدينة عُنيزة بمدينة القصيم،
حيثُ كانت تُقرأُ ابوابُ كتاب رياض الصالحين بعد صلاة العصر من كلِّ
يوم، وقام صاحب الترجمة الشيخ ابن عثيمين -رحمه اللّه - بالتعليق على
الأحاديث الواردة فيه تعليقات نافعة.
ومنهجُ الشيخ في شرحه أنْ يذكرَ اسمَ الباب الذي ذكره الإمام
النووي، ثم يوضّجُ معناه الاصطلاحي، مستدلاً بالاَيات والأحاديث
9 10

الصفحة 109