كتاب محمد صالح العثيمين العالم القدوة المربي والشيخ الزاهد الورع

23 - فتح رب البرية بتلخيص الحموية
هو أوّلُ كتابٍ صنّفه الشيخ -رحمه اللّه - في حياته، وقد طبع أول مرة
سنة 380 ا هـ، وله من العمر ثلاث وثلاثون سنة.
وقد لخّصَ الشيخُ -رحمه اللّه- فيه كتاب "الفتوى الحموية " لشيخٍ
الإسلام ابن تيمية -رحمه اللّه -، وهي من أعطم فتاواه اثرأ، وأبلغها حجة
ونظراً. فلا عجبَ أن تجتذبَ اهتمامَ الشيخ -رحمه اللّه -، فيعتني بها في
مقتبل عمره، لِمَا تضمنته تلك الفتوى العظيمة من الأدلة القاطعة،
والنقولات الواضحة عن أئمة السلف المتقدمين: أنَّ مذهبهم في باب
الصفات هو الإثبات، لا التحريف ولا التعطيل، ولا التمثيل،
ولا التفويض.
وفي ذلك قال الشيخ -رحمه اللّه -:
"ولَمَّا كان فهمُ هذا الجواب والإحاطةُ به مما يشقُّ على كثيرٍ من
قُرَّائه، أحببتُ آن ألخص المهم منه، مع زيادات تدعو الحاجة إليها".
ولم يكتفِ -رحمه اللّه - بالتلخيص فقط، وإنَّما أضافَ عناوينَ جانبيةَ
توضِّحُ مقاصد الكتاب، وأدرجَ في التلخيصِ قاعدةً نافعة استفادها من
كتاب "درء العقل عن مناقضة النقل " لشيخ الاسلام ابن تيمية -رحمه اللّه -،
وذكر خلاصتها.
! الو الو
129

الصفحة 129