كتاب محمد صالح العثيمين العالم القدوة المربي والشيخ الزاهد الورع

الكثيرة في الفقه وأصوله، وقواعده، وفي العقيدة، وغيرها من الكتب
النافعة.
كانت حياة الشيخ عبد الرحمن السعدي -رحمه الله - جهاداً متواصلاً
بالدعوة، والكتابة، والتأليف، تتلمذَ على يديه مئاتُ الطلاب، وعلماء
بارزون، يشكلّون ركائزَ الحركة العلمية، وأصبح بعضُهم من كبار علماء
المملكة في هذا الوقت، وقد تعلّم على يديه الشيخ ابن عثيمين رحمه
الله، ولازمه مدةً طويلةً، ينهل من علمه ويتدرب على يديه.
يقول الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله -:
"إنني تأئرتُ به كثيراً في طريقة التدريس، وعرض العلم، وتقريبه
للطلبة بالأمثلة والمعاني، وكذلك أيضاً تأئرتُ به من ناحية الأخلاق
الفاضلة، وكان -رحمه الله - على قدر 5 في العلم والعبادة، يمازِحُ
الصغير، ويَضْحَكُ إلى الكبير، وهو -ما شاء الله - من أحسن من
رأيت أخلا! اً"
وقد قرا الشيخ ابن عثيمين -رحمه اللّه- على شيخه عبدالرحمن
السعدي -رحمه اللّه - التوحيدَ، والتفسيرَ، والحديثَ، والفقهَ، وأصولَ
الفقه، والفرائضَ، ومصطلحَ الحديث، والنحوَ، والصرفَ، ولازمه
ملازمةً قويةً، وكان ممّا قرأ 5 عليه: " مختصر العقيدة الواسطية " و" منهاج
السالكين " في الفقه وكلاهما للشيخ السعدي، و"الاجرومية"،
و" الألفية "، و"قطر الندى وبل الصدى " في النحو لابن هشام، وفي "زاد
المستقنع في اختصار المقنع "، وغيرها.
وكانت للشيخ ابنِ عثيمين -رحمه اللّه - مكانة عظيمةٌ عند شيخه،
ظهرت آثارها في إعداده وتهيئته لتحمُّل مسؤولية شيخه من بعده، وكانت
فراسةُ شيخِه فيه صائبةٌ، حيث خلَّفه في إمامة الجامع الكبير، والقيام على
المكتبة والتدريس.
14

الصفحة 14