كتاب محمد صالح العثيمين العالم القدوة المربي والشيخ الزاهد الورع

"أما كونه تشبُّهاً بالكفار، فقد زالَ الاَنُ هذا التشبُّه، لكونِ كُلِّ
المسلمين إذا أرادت النساء الزواجَ يلبَسْنه، والحكمُ يدورُ مع علّته
وجودأ وعدماً. فإذا زالَ التشبُّهُ، وصار هذا شاملاً للمسلمين والكفار
زال الحكم ".
وهو -رحمه اللّه - يصدعُ بالحقِّ، ويفتي بما يدين اللّه به، حتى وإنْ
كان لا يرضي كثيراً من الناس، إمّا تمسكأ بعادة، أو تسلّطاً على عباد اللّه
المؤمنين؟ كما قال:
"أريدُ ان أقولَ كلمةً أبرا بها عند اللّه من مسؤوليتكم: إنّه لا يجوزُ
للإنسان أن يبقي زوجته عند آخيه في بيتٍ واحد مهما كانت الظروف،
حتى لو كان الاخ من أوثق الناس، واصدقِ الناس، وأبرِّ الناس، فإنَّ
الشيطانَ يجري من ابن اَدم مجرى الدم، والشهوة الجنسية لا حدودَ لها
لا سيّما مع الشباب ".
وعندما ذُكر له أنَّ بعض البلدان تجبرُ المسلمات على خلع الحجاب،
افتى بعدم جواز ذلك، وقال:
"فالذي أرى أنّه يجبُ على المسلمات في هذه البلدة أن يأبينَ طاعة
أولي الأمر في هذا الأمر المنكر، لأنَّ طاعةَ أولي الأمر في الأمر المنكر
مرفوضة ".
وكما قلنا سابقاً، فإنّه لا يجدُ غضاضة في الرجوع عن فتوى كان افتى
بها إذا تبيَّن له خلافُ ذلك، كما قال في مسألة الرقص للنساء في حفلات
الزوا!:
"الرقصُ مكرو!، وكنتُ في أوِّلِ الأمر أتساهلُ فيه، ولكن سئلتُ
عدةَ أسئلة عن حوادث تقع فيٍ حالِ رقص المرأة، فرأيتُ المنع منه؟
لأن بعضَ الفتيات تكون رشيقة وجميلة، ورقصُها يفتِنُ النساء بها،
148

الصفحة 148