كتاب محمد صالح العثيمين العالم القدوة المربي والشيخ الزاهد الورع

ومن مظاهر اهتمام الشيخ السعدي -رحمه اللّه - بابن عثيمين هذه
الحوادث:
الأولى: أنّه حين ارتحل والد الشيخ ابن عثيمين -رحمه اللّه - واخوانه
إلى الرياض للبحث عن سبل العيش بالتجارة، واصطحبوا معهم ابناءهم،
وأكبرهم الشيخ محمد رحمه اللّه، افتقده الشيخ السعدي، فطلب من والد
الشيخ محمد إبقاءَ ابنه محمد عند 5 في عُنيزة لطلب العلم، وقال له فيما
قال: " نريدُ محمداً يبقى عندنا في عُنيزة ليواصل الدراسة والطلب ".
فاستجاب ابو 5 لِمَا رأى من رغبة ابن عمّه الشيخ السعدي الملحّة،
واستعداد ابنه الشيخ محمد العلمي، وتوجُّهه نحو الطلب.
الثانية: كانت في اَخرَ حياة السعدي -رحمه اللّه - لَمَّا وَجَّه بتولِّي
تلميذ 5 النجيب البار ابن عثيمين الإمامة والخطابة والتدريس بعد 5 في
الجامع الكبير، وهذا ما تمَّ بالفعل في جمادى الاخرة من عام 376 ا هـ،
!! الى ا ان! اقضى اللّه قضاءه بالحق بموت الشيخ ابن عثيمين في عام
2 - سماحة الشيخ العلاَّمة عبدالعزيز بن عبد اللّه بن باز -رحمه
اللّه -، المفتي العام للملكة العربية السعودية، ورئيس هيئة كبار العلماء،
ورئيس إدارات البحوث العلمية وا لإفتاء والدعوة والإرشاد.
حينما انتقل ابنُ عثيمين إلى الرياض للدراسة النظامية درس على
العلاَّمة الشيخ ابن باز، وهو شيخه الثاني بعد السعدي -رحمه اللّه - وقد
قرأ عليه "مقدمة في التفسير" لشيخ الإسلام ابن تيمية، وقطعة من " صحيح
البخاري "، وبعض كتب الفقه.
(1)
الدعوة: العدد 1779، 14 ذو القعدة 1421، ص 53، مجلة الحكمة
العدد الثاني: ص ا 2، وصفحات من حياة الفقيد لعبد اللّه الطيار ص 14.

الصفحة 15