كتاب محمد صالح العثيمين العالم القدوة المربي والشيخ الزاهد الورع

32 - مختصر مغني اللبيب عن كتب الأعاريب
سبق القول: أنّ الشيخ ابن عثيمين -رحمه اللّه -كان عالماً موسوعياً،
ذا دراية واسعة بكثير من أنواع العلوم؟ ومنها علوم العربية، التي قرأها
على كبار مشايخه؟ مثل الشيخ عبد الرزاق عفيفي -رحمه اللّه - الذي قرأ
عليه النحو والبلاغة، حتّى تمكَّنَ من معرفة اسرار اللغة العربية
وبلاغتها، مدركاًان علوم العربية خادمة للعلوم الشريعة، ولا يمكن
للمفسِّر أو الأصولي أو الفقيه ان يتقن هذه العلوم ما لم يتقنِ العربيةَ
وعلومها.
وعلم النحو، كما قلنا، من العلوم التي أتقنها الشيخ، وعلَّمها
غيرَ 5، بل والَّف فيها. ومن ذلك اختصار 5 لكتابٍ من اشهر كتب النحو،
وأكثرها انتشارأ بين طلبة العلم؟ وهو كتاب "مغني اللبيب عن كتب
الأعاريب"، من تأليف إمام اللغة في عصره، ابي محمد جمال الدين
عبد اللّه بن يوسف بن احمد بن عبد اللّه بن يوسف، المعروف بابن
هشام، والمتوفى سنة 761 هـ.
وقد فرغ من اختصاره في شهر ربيع الأول من سنة 389 اهـ، كما ذكر
في آخر الكتاب.
وقد حافظ -رحمه اللّه - على ترتيب الكتاب، كما وضعه مؤلفه ابن
هشام، حيث ابقى على أبوابه الثمانية، إلا أنّه أطال النَّفَس في بعض
الأبواب، كما في الباب الأول، الذي استغرق 89 صفحة من أصل 112
صفحة، واقتصر في بعض الأبواب على ذكر بعض ما ورد فيها، ومثال
ذلك الباب الخامس، الذي ذكر فيه المؤلف جهاتٍ يدخُل على المعرب (1)
(1) المعرب للقرآن الكريم (ن).
150

الصفحة 150