كتاب محمد صالح العثيمين العالم القدوة المربي والشيخ الزاهد الورع

35 - من مشكلات الشباب
طردتى الشيخ -رحمه اللّه - في هذه الرسالة موضوعاً بالغَ الأهمية،
يخصُّ شريحة عريضة من المجتمع، الا وهي فئةُ الشباب، التي تشكِّلُ
النسبة العُظمى من أيِّ مجتمعٍ كان. ولهم عالمهم الخاصُّ، ومشكلاتهم
الخاصَّة.
وقد عمل الشيخ على تلمُّس مشكلات الشباب المسلم، وتشخيصها،
والعمل على حلِّها قدر الإمكان. وهو ينطلِقُ من سَعَة افق، وبعد نظر،
وواقعية لِما يعانيه أبناؤ 5 الشباب، وكأنه يعيش واقعهم، وهو الشيخ
الكبير الجليل الوقور.
وهو في مقدمة رسالته يشخِّص المشكلة قائلاً عن مشكلة الشباب إنها:
"مشكلة من أهمِّ المشاكل، لا في المجتمع الإسلامي فحسب، بل
في كل مجتمع، وهي مشكلةُ الشباب في هذا العصر؟ فإنَّ الشبابَ يَرِدُ
على قلوبِهم من المشاكل الفكرية والنفسية ما يجعلهم آحياناً في قلق من
الحياة، محاولين جهدهم التخلُّصرَ من ذلك القلق، وكشف تلك
الغُمَّة".
ويرى الشيخ، -رحمه اللّه- أن حلَّ المشكلة يكمن بالتعايش مع
الشباب أنفسهم، وتلمُّس واقعهم، ومعرفة افكارهم: فيقول!:
"إنَّ الأجدر بنا أن ننطلق من البداية، فنتأملَ في شبابنا، وما هم
عليه من أفكار وأعمال كي ننمِّيَ منها ماكان صالحاً، ونصلح منها
ما كان فاسدأ".
وحتى نُحسِنَ التعامل مع الشباب، ومعرفة أفكارهم وآراءهم
وسلوكهم، فمانَّ الشيخ يصنِّفهم أقساماً ثلاثة:
1 - شباب مستقيم.
156

الصفحة 156