كتاب محمد صالح العثيمين العالم القدوة المربي والشيخ الزاهد الورع
36 - المناهي اللفظية
هذه رسالة لطيفة اشتملت على مئة وخمسة من الأسئلة التي أجاب
عليها الشيخ -رحمه اللّه - وتختصُّ ببعض الألفاظ والعبارات التي يتداولها
كثير من الناس، والحكم الشرعي فيها.
والمتامل في فتاوى الشيغ عن هذه العبارات يلمس سعةَ أفقه -رحمه
اللّه - وبُعده عن التنطع والغلو، أو التشدُّد في الفتوى، خلافأ لما عليه
بعضُ من يفتي بحرمة كثير من المباحات.
وأشيرُ ابتدا 4 إلى أنَّ الشيخ -رحمه اللّه - لا يستنكف عن الإجابة
بلا ادري عند عدم العلم بالمسألة. فعندما سُئل عن التسمية بأسماء:
ابرار، وملاك، وايمان، وجبريل، وجني، أجاب بقوله: لا يتسمى
بأسماء: أبرار، وملاك، وايمان، وجبريل. اما جني، فلا أدري
معناها.
وهو يلتمسُ المعاذير لمن يتلفَّظ بألفاظ ظاهرُها الحُرمة، أو ربّما
الكفر، وهو يحسِنُ الظنَّ بمن قال مثل ذلك الكلام، ويُغفبُ الظنَّ أنه
ما قال ما قاله إلا عن حسن قصد، أو جهلاً منه في مفهوم ما قال.
ومثال ذلك إجابته عن صحة هذه العبارة: (اجعل بينك وبين اللّه صلةً،
واجعل بينك وبين الرسول صلة) حيث قال:
"الذي يقول: (اجعل بينك وبين اللّه صلة) أي: بالتعبُّد له، و (اجعل
بينك وبين الرسول ع! ي! صلةً) أي: باتِّباعه. فهذا حق. أما إذا أراد
بقوله: (اجعل بينك وبين الرسول بم! ي! صلةً) اي: اجعله هو ملجأكَ عند
الشدائد، ومُستغاثك عند الكُرُبات؟ فانَّ هذا محرَّم، بل هو شركٌ
أكبرُ، مُخرجٌ من الملَّة".
158
الصفحة 158
168