كتاب محمد صالح العثيمين العالم القدوة المربي والشيخ الزاهد الورع

وكما في إجابته عندما سُئل عمَّن يقول: (أحبَّائي في رسول الله)؟
حيث قال:
"هذا القولُ وإنْ كان صاحبه فيما يظهر يريدُ معنى صحيحاً؟ يعني
أجتمع أنا وإياكم في محبة رسول اللّه ع! ي!، ولكن هذا التعبيرُ خلاف
ما جاءت به السنة؟ فإنَّ الحديث "مَنْ أَحَبَّ في اللّهِوأبغضَ في اللّه) 1.
وعندما سئل فضيلة الشيخ - رحمه اللّه - عن قول أحد الخطباء في كلامه
حول غزوة بدر: (التقى إله وشيطان). فقد قال: بعضُ العلماء قد أفتى بأن
هذه العبارة كفر صريح؟ لأنَّ ظاهر العبارات إثبات الحركة دلّه - عزَّ وجلَّ-
اجاب بقوله:
"لاشك أنَّ هذه العبارة لا تنبغي، ولو أراد الناطق بها تنقُّصَ الثه
تعالى وتنزيلَه الى هذا الحد لكان كافراً، ولكنّه حيثُ لم يُردْ ذلك
نقول له: هذا التعبير حرام. ثم إنَّ تعبيره به ظانَّاً أنه جائز بالتأويل
الذي قصده فإنه لا يأثم بذلك لجهله، ولكن عليه ألا يعود لمثل
ذلك".
ثم يعقّب - رحمه الله - على من أفتى بكفر قائل هذه العبارة، فقال:
"وأما قول بعض العلماء: (بأنّ هذه العبارة كفر صريح)، فليس
بجيّدٍ على إطلاقه ".
ومما شاع بين الناس من ألفاظ ظنُّوها منكرةً، ولا يجوز تداولها:
قولهم في حقِّ الميت: (فلان المرحوم)، و (تغمده اللّه برحمته)، و (انتقل
إلى رحمة اللّه). لكنّ الشيخ يرى أنه لا بأس بها؟ لأنَّ قولهم هذا يكون من
باب التفاؤل والرجاء، وليس من باب الخبر، وإذا كان من باب التفاؤل
والرجاء، فلا بأس به.
159

الصفحة 159