كتاب محمد صالح العثيمين العالم القدوة المربي والشيخ الزاهد الورع

37 - المنتقى من فرائد الفوائد
درج العلماءُ قديماً وحديثاً على تدوين بعض الفوائد المهمة مما يطالعونه
في بطون الكتب أو في اوراق خاصة، سمَّاها بعضهم "الكشكول"، أ و
" السفينة "، او"الكُنَّاش "، او " التذكرة "، أو"المِخْلاة ".
ويُلاحظ على هذه المدونات أو المذكرات أنّه لا رابط بينها، اي أنها
لا تحوي موضوعأ واحدا متسلسل التبويب والترتيب والتصنيف، بل تجدُ
فيها موضوعاتٍ شتَّى، وفي اماكن متفرقة من الكتاب، إذ إنَّه كلَّما وجدَ
صاحبُها فائدةً في كتاب ما دؤَنها في كشكوله أو كُناشه، دون ان يضفَها إلى
مثيلاتها من الفوائد من حيث الموضوع. فلاتجدُ فصلاً أو باباً في
الطهارة، ثم بابأ في الصلاة، وآخر في الزكاة. بل إنكَ تقرأُ بيتأ من
الشعر، ثم يليه فائدة مستلَّة من كتاب في المواريث، تليها أخرى في
ترجمة أحد العلماء، وهكذا.
والقراءةُ في مثل هذه الكتب فيها كثيرٌ من الفائدة، وكثيرٌ من المتعة
والتشويق، إذ إنها تنتقل بالقارى بين رياضيى من المعارف، لا توجدُ في
كتاب واحد. إلاَّ أنَّه يصعب الحصول على فائدة بعينها إلا من خلال
استعراض كامل الكتاب، أو بوجود فهرس مفصّلى لكل الفوائد المتضمَّنة
فيه.
وشيخُنا -رحمه اللّه - حذا حذو من سبقه من العلماء في ذلك، فجمع
ما جمع من فوائد في كتاب واحد، سضَاه "المنتقى من فرائد الفوائد"،
وقال في مقدمته:
"فقد كنتُ أقيِّد بعض المسائل الهامة التي تمرُ بي -حرصاً على
حفظها، وعدم نسيانها- في دفتر. وقد انتقيت منها مارأيتُه أكثر
فائدةً، وأعظم أهميةً ".
161

الصفحة 161