كتاب محمد صالح العثيمين العالم القدوة المربي والشيخ الزاهد الورع
وكلامه هذا يدل أن ماكان جمَعه من فوابد أو فرائد هو أكثر
ممَّا انتفاه في هذا الكتاب بكثير؟ فهو هنا ينتقي من الجواهر أغلاها
واجملها عنده، كما يحتقى الطيب من التَّمر.
وهو -رحمه اللّه - يرى أنَّ في مثل هذا العمل نفعأ عظيماً لا يقفُ عند
صاحبه، بل إنَّه يتعدَّى إلى غيره ممن يطالعه، بل إنه يح! طلبة العلم
على مثل هذا العمل، فيقول:
"أسأل اللّه تعالى أن ينفع به، وأن يجعلَ لطلبة العلم فيه أسوةً،
ومَنْ سَنَّ في الإسلام سنةً حسنةً، فله أجرُها وأجر من عمل بها إلى يوم
القيامة ".
وهذا الكتاب لا يختلف - في مجمله - عن نمط الكتب المجموعة في
بابه، فهو يحوي موضوعات شتَّى، فتجد فيه مسائل في الفقه، وأخرى
في أصوله، وكذا في تفسير بعض الايات، او التعليق على بعض
الأحاديث النبوية، كما تجد فيه بحثاً في مسألة لغوية أو نحوية أو إعراب
جملة ما، وتقرأُ فيه أيضاً مسائل في العقيدة، أو حدثاً تاريخياً، أو ترجمةً
لعلم من الأعلام، او عجيبة من العجائب.
اما مصادر المؤلف -رحمه الله - في هذا الكتاب، فهي متنوعة
متعددة، لكن يلحظ أن كثيرأ منها هي من كتب الحنابلة، خصوصاً كتب
شيخ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه الإمام ابن القيم، عليهما رحمة الله.
وبعضُ الفوائد دوّنها من إملاء شيخه العلامة محمد الأمين الشنقيطي
عند دراسته عليه، أو من كتبه المؤلَّفة، مثل تفسيره " أضواء البيان ".
كما نجده دوَّن بعض الفوائد ممَّا قرأه من الصحف والمجلات التي
كانت تصدر في وقته، فهو ينقل عن صحيفة " الندوة " السعودية، ومجلة
"التمدُّن الإسلامي "، ومجلة "المنار"، او مجلة لا يسميها، كما يقول:
وجدت في مجلة حديثة. . .
162
الصفحة 162
168