كتاب محمد صالح العثيمين العالم القدوة المربي والشيخ الزاهد الورع

الكريم في عنيزة، حيث تابع نشاطها، ورسم منهاجها، وتفاعل مع
الطلاب والعاملين فيها، فجزاه اللّه عن الجميع خيراً.
1 - رفضه تولي القضاء:
عرض عليه سماحةُ الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ -رحمه الله-
مفتي المملكة العربية السعودية تولِّي القضاء، وألَحَّ عليه في ذلك، بل
اصدر قراراً بتعيينه رئيساً للمحكمة الشرعية بالأحساء، لكنَّ الشيخ ابن
عثيمين رحمه اللّه طلب منه الإعفاء، وبعد مراجعات واتصال شخصي
سمح المفتي بإعفائه من منصب القضاء، وتولّي التدريس في معهد عنيزة
العلمي (1).
2 - جلوسه للتدريس:
جلس الشيخ للتدريس سنة 371 اهفي حياة شيخه السعدي -رحمه
اللّه -، واستمرّ على ذلك إلى وفاته في 15/ 0 1/ 421 اهـ، أي انه امضى
خمسين عامأ كلُّها جهادٌ وكفاحٌ في تعليم الناس، وتوجيههم ودلالتهم على
الخير.
وقد تنوّعت دروس الشيخ -رحمه اللّه - في مختلف العلوم الشرعية،
والعربية، والسيرة النبوية، وتوافد إليه الطلاب منٍ داخل المملكة العربية
السعودية وخارجها، واعتنى رحمه اللّه بطلابه عناية فائقة، وهيأ لهم الجوَّ
العلمي المناسب، فأقبل الطلاب على دروسه ولازموها، وتخرَّج من هذه
الحلقات مئات الطلاب، واستمرَّ كثيرٌ منهم يطلبون العلم على يد الشيخ
إلى وفاته -رحمه اللّه -.
(1)
مجلة الحكمة العدد الثاني: ص 21، وصفحات من حياة الفقيد لعبد الله
الطيار ص 11، وغيرهما.
18

الصفحة 18