كتاب محمد صالح العثيمين العالم القدوة المربي والشيخ الزاهد الورع

للطالب أن يرجع إليها، ويستفيدَ منها ليبني علمه على أصول. وهذا
ما كان عليه الشيخ ابن عثيمين (1).
وعن تأثره بشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمهما اللّه
وغيرهما من العلماء السابقين قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه اللّه -:
"الإنسان يقرأ ويتاثّر، وأحياناً يقرأ ولا يتاثر، فالذي ارى آَنه يتأثر
القارى بكتب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه اللّه؟ فإنَّ له تأثيراً قوياً
بالنسبة لإيمان العبد، ومعرفته بأسرار الشريعة، وبالنسبة لقوة الحجة
والإقناع والدفاع، ولذا أنا أنصحُ كلَّ مَنْ يريدُ الوصولَ إلى الحق من
منبعه الصافي ان يقرآَ في كتب هذا الإمام؟ لانه حقأ إمالم، جزاه اللّه عن
الإسلام والمسلمين خيراً.
وكذلك تلميذه ابن القيم، آسلوبه وإقناعه يأخذُ بألباب قارئيه،
لكنَّي قد أتأثر بكلام الشيخ أكثر من تأثري بكلام ابن القيم، مما يدفع
الإنسان إلى الاقتناع الكامل الكافي.
كذلك تأثرتُ بتلميذه ابن مفلح صاحب "كتاب الفروع " في مذهب
الإمام أحمد بن حنبل؟ لأنَّ له توجيهات طيبة جداً في الفقه تدلُّ على
عمق معرفته بالشريعة.
وتأثرت آيضاً بمنهاج الشيخ محمد رشيد رضا؟ لأنه جيّد في عرض
المسائل، وإن كان عليه بعض الأخطاء، وجَلَّ مَنْ لايخطى، فهو
على كلِّ حال له أثز في منهجي، في تحقيقه للمسائل وما أشبه ذلك" (2).
ولم يكن تأثر الشيخ ابن عثيمين، -رحمه اللّه - بشيخه السعدي رحمه
اللّه، وبشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم رحمهما اللّه نابعأ من هوًى
(1)
(2)
مجلة الشقائق عدد: 41 ص 21.
مجلة الدعوة، العدد: 1776، ص 13، آخر حوار مع الشيخ.

الصفحة 20