كتاب محمد صالح العثيمين العالم القدوة المربي والشيخ الزاهد الورع

4 - طريقته في التعليم:
لقد أثّر الشيخ عبد الرحمن السعدي -رحمه اللّه - في تلميذه ابن عثيمين
كثيراً، وخاصّة في طريقة تعليمه التي كانت تخالِفُ المألوفَ مِمَّا كان عليه
علماء نجد في ذلك الزمان، والتي اتبعت طريق الإلقاء والسماع فقط،
حيث كان الشيخ السعدي يعتمد أسلوبَ الإلقاء والمناقشة مع تلاميذه. وفي
ذلك قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه اللّه -عنه:
"كان شيخنا العلاَّمة ابن سعدي -رحمه اللّه- يدرّبنا على الإلقاء
والمناقشة، وفهْم المسائل بدقة، وذلك بوضع مناقشة بيننا، يجعل
طالباً يتبنى قولأ لأهل العلم، واَخر يتبنى القول الاَخر، ثم يناقش كل
منهما صاحبه بحضور بقية الطلاب، ليتبيّن القول الراجح من عدمه،
مع الاستفادة من ذكاء وقدرة بعض الطلاب على إيراد بعض
الاعتراضات، والمناقشة وحصر الأدلة، وذلك تحت توجيه وتسديد
شيخنا، وقد استفدت من ذلك كثيراً" (1).
وقد سلك الشيخ ابن عثيمين منهج شيخه السعدي حيث يقول:
"إنني تأثرتُ به كثيراً في طريقة التدريس وعرض العلم وتقريبه
للطلبة بالأمثلة والمعاني ".
وقد عُرف عن الشيخ ابن عثيمين -رحمه اللّه- أسلوبُه المتميّز في
التعليم؟ فهو يوصل المسألة بأسهل طريق إلى المتعفَمين والسامعين.
ولا يكاد يغيبُ ذهنُ الواحدِ من الجالسين في درسه حتى يوقفَه الشيخ
ليجيبَ على سؤال، أو ليعيدَ آخِرَ كلام قاله. وكان هذا ديدنُه -رحمه اللّه-
(1)
مجلة الشفائق عدد 41 ص 71 - 81 مقابلة مع صاحب الترجمة.
قلت: وهذه الطريقة سنها الإمام أبو حنيفة النعمان رحمه اللّه تعالى بين
تلاميذه (ن).
22

الصفحة 22