كتاب محمد صالح العثيمين العالم القدوة المربي والشيخ الزاهد الورع

الأحاديث، أو تحرير بعض المسائل، وينطر في ذلك كلِّه ويتابعه، بل
كان يجعلُ بعض المتميِّزين من طلبته يقوم بتدريس بعض المبتدئين.
ومِنْ صور عِظَم خُلُقه ودينه: انَّه كان يعرض على بعضهم التزؤُجَ مِنْ
بناته، فكان أن تمَّ ذلك فعلاً، وتزوج بعضُهم من بناته، فرحم اللّه ذلك
الإمام العالم.
وله مع تلامذته مواقفُ كثيرة، يمكن تتبُّعها وجمعُها في كتاب مفرد،
ونذكر في هذا الباب موقفين:
الأول: المعروف عن الشيخ -رحمه اللّه -، الذكاء، وكان يتابع
تلامذته اثناء الدرس حتى لا يشرد ذهنُ أحدهم، فتضيع عليه الفائدة،
ومرة رأى بعض تلامذته غيرَ حاضرِ الذهن في الدرس، ويبدو انَّه كان غيرَ
فاهمِ لِما قاله الشيخ فشرد ذهنه، فأوقفه الشيخ سائلاً:
الشيخ: هل انت فاهم لِما قلتُه؟.
الطالب: إن شاء الله يا شيخ!.
الشيخ - (ولم تمش عليه هذه العبارة): هل على رأسك شماغ؟!.
الطالب: نعم يا شيخ.
الشيخ: لِمَ لَمْ تقل: إن شاء اللّه؟! لكن لمَّا كنتَ غير فاهبم للدرس
قلتَ: "إن شاء الله "، ولما كنتَ متأكدا من وجود الشماغ على رأسك
جزمتَ، ولم تقل إن شاء الله.
فعرفَ الطالب انه لم ينطل قولُه على شيخه، ولم يمشِ عليه هذا
التعميمُ في العبارة، فأعاد الشيخ المسألةَ حتى تأكَّدَ من فهم الطالب لها.
الثانن: راى الشيخ -رحمه الله - بعضَ الحضور في درسه ممن
لا يشارك معهم، فعرف الشيخ انَ هذا الطالب غيرَ فاهم، فاوقفه الشيخ
وقال له: هل أنتَ فاهِثم لِمَا أقوله؟.
36

الصفحة 36