كتاب محمد صالح العثيمين العالم القدوة المربي والشيخ الزاهد الورع

5 - كسر الحواجز بينه وبين الناس، لأنَّ كثيراً من الدعاة إذا رأى
قوماً على منكر، قد تحمِلُه الغيرةُ وكراهيةُ هذا المنكر على ان لا يذهبَ
إلى هؤلاء، ولا ينصحهم، وهذا خطأ، بل على الداعيةِ أن يصبرَ نفسَه
ويُكرهَها، حتى يتمكَّنَ من إيصالِ دعوته إلى مَنْ هم في حاجة إليها،
وهذا دأبُ نبينا وإمامنا وقدوتنا محمد ع! ي!، ومن الواجب علينا أن نكونَ
مثلَه في الدعوة إلى اللّه.
6 - ان يكونَ قلبُه منشرحاً لمن خالفه، لا سيما إذا علِمَ انَّ الذي
خالفه حسنَ النية، وأنَّه لم يخالفه إلا بمقتضى قيام الدليل وصحته عنده.
والشيخ رحمه اللّه يرى أن يجتهد كلُّ مسلم حسب استطاعته في
الدعوة إلى اللّه، كلّ على قدر طاعته: العالم بفتواه وتوجيهه، وإمام
المسجد بنصح جماعته ومتابعتهم، والأب في البيت، وهكذا الأم،
والمدرس في المدرسة، والجار مع جاره، الكلُ يتعاون في هذا الباب
العظيم؟ لأن اللّه أوجبَ هذا الأمر، ولا تتحقق الخيريّه إلا به، ولو أنَّ
كل مسلم صدقَ مع اللّه، وأبلى في هذا الباب بلا" حسناً واجتهدَ،
لكانَ حال أمةِ الإسلامِ غيرَ هذه الحال، ولكن ما لا يُدْرَكُ كلُّه لا يتركُ
بعضُه.
ولقد سار الشيخ -رحمه اللّه - على هذا المنهج، وبذل كلَّ وسيلة
مستطاعة في سبيل إيصال الدعوة إلى الناس؟ فهو يدعو في كلِّ مناسبة،
ويوجِّه الحديث حسب الحضور، فلا تراه إلا ناصحاً أو موجهاً أو مرشداً
او مفتياً، فوقته كلُّه عبادة دلّه. ولذا نفع اللّه به، واستفاد منه القريب
والبعيد، وهكذا الصدقُ مع اللّه، والصبر على الدعوة، وطول النفَس
يحقق بعون اللّه من خلاله الشي ءَ الكثير. وقد لا تظهر الثمرةُ خلال وقت
قريب، ولكن على المسلم الجد والاجتهاد، والنتائجُ يتولاها ر ب
العباد. . .
39

الصفحة 39