كتاب محمد صالح العثيمين العالم القدوة المربي والشيخ الزاهد الورع

ويقول الشيخ:
"لاشكَّ أنَّ الدعوةَ الإسلامية منذُ بُعِثَ الرسول! يمّ! الى أن تقوم
الساعة، أوَّليَّاتُها وأصولها واحد (، لا تتغير بتغير الزمان، لكن قد
تكون بعض الأصولِ محقَّقة عند قوم، وليس فيها ماينقضها أ و
ينقصها، فيعمل الداعية إلى النظر في أمور أخرى يكون فيها من
يدعوهم مقصرين. . . " (1).
منهج الشيخ في انكار المنكر:
يرى الشيخ رحمه اللّه انَّ إقامة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
دعامةُ المجتمع، فلا يقوم المجتمع إلا إذا شعر كلُّ فرد من افراده أنَّه جز2
من كلٍّ، وأنَ فساد جزء من هذا الكلِّ فسادٌ للناس جميعأ. . ولا بدَّ أنْ
يسعى في إصلاح المجتمع بشتى الوسائل التي تضمن المصلحةَ، وتزولُ
بها المفسدةُ، فيأمر بالمعروف بالرفق واللين والإقناع، وليصبرْ على
ما يحصلُ له من الأذى القولي والفعلي، فمانَّه لا بدَّ من ذلك لكلّ داع كما
جرى لسيد المصلحين وخاتم النبيين! ي!.
ويرى الشيخ أنَّه يجب على الناس جميعاً أن يتعاونوا تعاوناً حقيقياً
فعَّالاً في إصلاح المجتمع بالأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وانْ
يكونَ الناسُ كلّهم جنداً عاملين في هذا الأمر العظيم، ويمثِّل -رحمه اللّه-
بمثال بديعٍ في هذا السياق، فيقول:
"إننا لو علمنا انَّ في بي! ؤ من بيوتِ هذا البلدِ مرضأ فتاكأ، لأخذَنا
القلقُ والفزعُ، ولاستنفدنا الأدوية، وأجهدنا الأطباءَ للقضاء عليه،
هذا وهو مرضن جسميئ. فكيفَ بأمراض القلوب، التي تفتك بديننا
وأخلاقنا؟! إنَّ الواجب علينا إذا أحسسنا بمرض ديني أو خُلقي يفتك
(1) صفحات من حياة الفقيد لعبد الله الطيار: 25 - 27.
40

الصفحة 40