كتاب محمد صالح العثيمين العالم القدوة المربي والشيخ الزاهد الورع

بالمجتمع، ويحرف اتجاهه الصحيح: أنْ نبحثَ بصدقٍ عن سبب هذا
الداء، وان نقضيَ عليه وعلى أسبابه قضاءً مبرماً من أيِّ جهةٍ كانت،
لا تأخذنا في ذلك لومةُ لائمٍ، قبل أن ينتشرَ الداءُ ويستفحلَ أمرُه".
ويرى -رحمه اللّه -: "أنٍّ كلَّ واحدٍ من الخلق معرَّض للخطا، فإذا
رأى المسلمُ من آخيه خطأ، فليبادِرْ إلى الاتصال به، وتحقق الأمر
منه، فقد يكونُ الخطاُ خطأً في ظننا، ولكنَّه في الواقع ليسَ كذلك ".
ويرى -رحمه اللّه -: "آَنه لا يجوزُ اتخاذُ الخطا سبباً في القَدْخ في
الداعية ورَجُل الحسبة، وغيرهم، والتنفير ممّن يقعُ منه الخطا، فهذا
ليس من سمات المؤمنين، فضلاً على أن يكون من سمات الدعاة إلى
اللّه عزَّ وجلَّ".
ويرى الشيخ -رحمه اللّه -: "أنَّ منكرَ المنكر مثلُ الطبيب، فلو أنَّ
الطبيبَ أتى على الجُرح، وشقّهُ مباشرةً ليستخرجَ ما فيه، فربما يتولَّدُ
ضرر أكبر، ولكنْ لو ألَه شقه يسيراً يسيراً، وصبر على ما يشم منه من
رائحة منتنة لحصل المقصود".
ويرى الشيخ -رحمه اللّه -: "ل! نَه لا يجوزُ غشيانُ المكانِ الذي فيه
منكز إلا إذا كان باستطاعته إزالةُ المنكر أو تخفيفه " (1).
منح الشيخ جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام:
لم يكن الشيخ -رحمه اللّه - في علمه ودعوته يسعى إلى شهرة او جاه أ و
سمعة، بل كان رضا اللّه سبحانه هو مبتغاة وهدفه، ولا يهمُّه بعد ذلك
مدح المادحين او ذم الذامِّين.
ولكنَّ اللّه تعالى قد حقق عاجل البشرى لهذا العلَم الرباني؟ إذ أرضى
عنه عباده، فعملوا على إكرامه بأنْ منحوه جائزة الملك فيصل العالمية
(1) صفحات من حياة الفقيد لعبد اللّه الطيار: 28.
41

الصفحة 41