كتاب محمد صالح العثيمين العالم القدوة المربي والشيخ الزاهد الورع

ومن ذلك: انَّه كان مرة في احد دروسه على سطح الحرم، فأتت هرةٌ
من بين الصفوف، والشيخُ يلقي الدرسَ، فتوقف الشيخ، وقال!: ماذا
تريد هذه الهرة؟ لعلَّها تريد ما 4، فسقوها، ثم ذكر الشيخ فائدةً بمناسبة
حضور الهرة، فضحك الجميع.
ومن ذلك حملُه صناديق الكتب التي كانت تأتيه إلى البيت مع أمين
مكتبته الخاص (1).
ومن ذلك انَّ بعضَ الحاضرين لأحد دروسه أحضر نعلي الشيخ رحمه
اللّه لَمَّا أراد الخروج من المسجد ليلبسهما، فرفض الشيخ ذلك، وطلب
منه بأن يعيدهما إلى مكانهما (2).
5 - زهد 5 وورعه: وقد كان للشيخ رحمه اللّه قَصْبُ السَّبْق في هذا
الميدان، حيثُ ظهرتْ اماراتُ زهده وورعه للقريب والبعيد، في
ملبسه، ومركبه، وتعامله مع الخلق، يكره الإطراء والمديج ولو كان
صادقاَّ وَفي محله، جاءته الدنيا منفادة تخطِبُ ودَّه، فتركها ورغب في
الدار الاخرة (3).
ومن مظاهر زهده وورعه رحمه اللّه هذه المشاهد:
ا - انك تجده على لباس واحد لا يتغيّر طوال! الأسبوع، يبدأ بياض
غترته يتناقص يوماً فيوماً، حتى ترجع إلى بياضها في يوم الجمعة.
ب - ولَمَّا اهديتْ إليه من الملك خالدبن عبدالعزيز عمار!،
جعلها وقفاً على طلبة العلم، وصار هو القيِّمَ عليها.
(1)
(2)
(3)
الدعوة العدد 1777، 30 شوال 1421، ص 26.
الدعوة العدد 1781، 28 ذو القعدة 1421، ص 58.
الحكمة العدد الثاني ص 27 - 28، صفحات من حياة الفقيد لعبد اللّه
الطيار: ص 11 - 12.
44

الصفحة 44