كتاب محمد صالح العثيمين العالم القدوة المربي والشيخ الزاهد الورع

ج - ولم يخرج من بيته الطيني إلا من قريب بضغطٍ من أبنائه.
د - وكانت تُعطى له الأعطياتُ الكبيرة، فيعلن على الملأ مباشرةً
أنها لطلبة العلم.
هـ- ومن ذلك: انَّ هذا الزهد تطلَّبَ بساطةَّ فَي العيش، فقد كان
يذهبُ إلى مسجده راجلاً، ويرفضُ أن يُوْصِلُه بعض تلاميذه، وطوال
الطريق إلى المسجد لا ينقطعُ عنه السائلون والمستفتون كباراً وصغاراً،
وحتى طلاب المدرسة الابتدائية الواقعة في طريقه إلى المسجد كانوا
يلتفُّون حوله، يسلِّمون عليه، فلا يردُّ احدا منهم، ويرحِّبُ بهم، ويهشُّ
في وجوههم، ويعنِّفُ من يحاول ان يصدهم عنه.
و -كما عُرِضَتْ عليه المناصب كتولي القضاء فرفض ذلك، واستعفى
منه بعد مراجعات ووساطات.
ز - واما عن شِدَّةِ ورعه، وحرصه على الكسب الطيب: ففي عام
417 اهاستضافته جامعة الإمام في دورة المبتعثين في المعهد العلمي
بجدة في محاضرة علمية لهؤلاء المبتعثين، ليجيبَ على أسئلتهم
الشرعية، وقد تزامن ذلك مع اجتماع هيئة كبار العلماء في مدينة
الرياض، فاعتذر الشيخ عن المحاضرة، إلا ان يأذن له سماحة الشيخ
عبد العزيز بن باز، فأذنَ له فحضر، وفي نهاية المحاضرة طُلب منه
التوقيع على نموذج يتم بناءً عليه صرف مكافأة لملقي المحاضرة، فلَّما
صلَّى الشيخُ المغرب سأل مرافقه عن الورقة التي وفَّعها قبل الصلاة،
فلمَّا اعطاه إياها مزَّقها، فلمَّاسُئل عن سبب تمزيقها قال: "نحن
محسوبون الاَن على هيئة كبار العلماء بالرياض ". وهذا يدلُّ على ورع
كبير حيث رفضَ المكافأة على هذه المحاضرة رغم تكلُّفه مشقةَ السفر إلى
جدة معَلِّلاً ذلك بأنه في حال انتدابٍ إلى الرياض لحضور اجتماع الهيئة (1).
(1) ا لد عوة: ا لعد د: 6 77 1، ص 6 4.
45

الصفحة 45