كتاب محمد صالح العثيمين العالم القدوة المربي والشيخ الزاهد الورع

ح - كان الشيخ -رحمه اللّه - استاذأ في فرع جامعة الإمام بالقصيم،
ومعروفٌ انَّ الأساتذة لهم رواتب في ضوء ما يقدَمونه من محاضرات،
وقد يحدثُ احيانأ ان يكون للشيخ ارتباطات مع هيئة كبار العلماء او في
الحج، ولم يتمكَّن من إلقاء المحاضرات، فيطلب من المسؤول خصم
المكافأة عن المحاضرات التي اعتذر عنها.
ط - ذكر الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي، مدير جامعة الإمام
محمد آنذاك (1) أته بعد صدور نظام الجامعة أجرت الجامعة تصنيفأ لأعضاء
هيئة التدريس فيها، حسب الكادر الجامعي، وكانت الإجراءات لبعض
الدرجات تتطقَب تقديم ابحاث ودراسات في مجال الاختصاص، فلم
يتقدَّم الشيخ محمد بأيِّ بحثيما، وحينما فُوتج بذلك برَّر عزوفه عن ذلك
بأنَّ العالم لا ينبغي أن يستشرفَ للرتب والترقيات، وأنَّ أهل العلم
الشرعي يحسُن بهم الاحتساب والعمل لوجه اللّه، وما يأتي تبعأ لذلك،
فلا بأس به.
ي - والموقف الثاني الذي يذكره الدكتور التركي قائلأ: مفاجأته لي
وأنا مدير للجامعة بتقديم ظرف بداخله مبلغ من المال. فسألته عن قصته،
فذكر أنه صُرف له مقابل محاضرات القاها في كلية الشريعة واصول الدين
بالقصيم. وكان -رحمه الله - وقتها على مِلاكِ معهد عُنيزة العلمي، مفرَّغأ
لإعداد كتب دراسية للمعهد العلمي، وقال:
"إنَّ وقت هذه المحاضرات اقتطعتُه من الوقت المخصص لتأليف
المقررات الدراسية للمعاهد العلمية، وبذلك لا استحق ما صُرِف (2) ".
ك -وهذ 5 حادثة يرويها عنه تلميذه الشيخ خالد بن صالح الشبل؟ حيث
قال: 3كانت للشيخ محاضرة في إحدى الدور الصيفية للبنات التابعة لجمعية
(1)
(2)
هو الاَن أمين عام رابطة العالم الإسلامي (ن).
مجلة الفيصل، العدد 294، ص 9.
46

الصفحة 46