كتاب محمد صالح العثيمين العالم القدوة المربي والشيخ الزاهد الورع

ب - وفي إحدى عُمرات الشيخ مع جمع من اصحابه، وفي اثناء
رجوعهم من المسجد الحرام إلى المسكن مرُّوا بمجموعةٍ من الشباب
يلعبون كرةَ القدم، فوقف الشيخ بينهم ينصحهم ويوجَّههم إلى الصلاة،
لكنَّهم أعرضوا عنه، ولم يستجيبوا له، فطلب الشيخُ من مرافقيه أ ن
يذهبوا إلى المسكن، وبقي هو بينهم، مصرّاً على ان يذهبوا معه إلى
الصلاة، فأُسْقِطَ في أيديهم، وتجرَّأ عليه واحدٌ منهم، فسبَّه بكلماتٍ
قبيحةٍ، ولكنَّ ذلك لم يفتَّ في عزيمةِ الشيخِ، وقابل السّبابَ بابتسامةٍ
وحُنُوٍّ، كل هذا وهم لا يعرفون الشيخ، وأخيراًاستجابوا للشيخ، ورافقه
الشابُّ الذي سبَّه إلى المسكن، وهناك عرفَ شخصية الشيخ فبكى،
وطلبَ العفو، فسامحه الشيخ، وعلَّمه الوضوءَ والصلاةَ، ومن يومها
أصبحَ شاباً صالحاً ملتزما"أ).
ج - ومن ذلك: انَّ الشيخ -رحمه اللّه - افتى بفتيا، فاتهمه الناس بتهم
شتى، تتعلق باعتقاده! وذاتَ مرَّةٍ سأله أحدُ طلبةِ العلم عن تلك الفتوى،
وما أثارته. فأجابه الشيخ، وقال ضمن إجابته: "إنَّ الناسَ إذا رأوا إنساناً
مشهوراً! تكلَّموا عليه، وطعنوا فيه حسداً من عند أنفسهم " وفي المساء
طلبَ الشيخُ شريطَ التسجيل الذي تضمَّن هذا الكلام، وطلب حذفه،
وقال: "قولي إنساناً مشهورأ!! ما كان ينبغي لي قولها، فهذه فيها تزكية
للنفس " (2).
9 - مزاحه: كان النبيئُ مج! ي! يمزحُ، ولا يقولُ إلا حقّاً، وكان الشيخ
ابن عثيمين رحمه اللّه يعملُ على الاقتداء بالمصطفى كلي! في هذا الجانب،
فكان رحمه الله، مَرِحاً حلوَ المداعبة، وكان ذلك ممّا يضفي جوّاً مريحاً
على الذين يتعاملون معه، وله في ذلك مواقف منها:
(1)
(2)
قلت: لا يخفى ما في بعض هذه الأبيات من خلل في الوزن (ن).
الأسرة العدد: 92، ذو القعدة 1421، ص 21.
الأسر العدد: 92، ذو القعدة 1421، ص 20.
50

الصفحة 50