كتاب محمد صالح العثيمين العالم القدوة المربي والشيخ الزاهد الورع

لَعَمْرُكَ ما الرزيةُ فَقْدُ مَالٍ ولا شاةٍ تموتُ ولا بعيرُ
ولكنَّ الرزيةَ فَقْدُ حُزً يموتُ لموتِهِ خلقٌ كثيرُ
يوم وفاته:
وأُدخل الشيخ المستشفى التخصصي بجدة، وكانت حالته مستقرةً يوم
الأربعاء، - وهو يوم وفاته - حتى الساعة الواحدة ظهراً، فقد كان مستلقياً
مفتحاً عينيه، وقد بدا عليه التعب الشديد، وبدا العرقُ يخرج منه، وكأنَّه
يشعر بشيءً، ولوحط انَه يكرِّرُ ذكرَ اللّه، وتبيَّن ذلك في حركة أصبعيه
وشفتيه، وقد كان القلبُ وجميعُ اجهزته طبيعيةً، وكان الاكسجين
موضوعاً على فم الشيخ إلى اعلى درجته، ومع ذلك كان لدى الشيخ
هبوطٌ في الأكسجين، فاستُدعي الأطباء، فحضروا جميعاً إلى غرفة
الشيخ، فقالوا حسب خبرتهم: إنَّ هذا بدايةُ خروج الروح، فبدأ
الموجودون عنده في الغرفة، ومنهم أخوه عبدالرحمن، وابنه
عبد الرحمن يذكرون اللّه، ويفرؤون عليه سورة يس، وبعدها شاهدوا
رعشة خفيفةً جداً لدى الشيخ، فخرجت الروح، وتوقفت جميع
الأجهزة، وتوفي الشيخ -رحمه اللّه - الساعة السادسة من مساء يوم
الأربعاء 5 1/ 0 1/ 1 42 ا هوعمره (74) عاماً.
وقد تناقلت وكالاتُ الأنباء نبأ وفاته على الفور فيما تصدَّر نشرات
الأخبار في المحطات الإذاعية والتلفازية العربية وغير العربية (1).
جنازة الشيخ:
صلّى المسلمون على فقيد الأمة في المسجد الحرام، عصر يوم
الخميس 16/ 10/ 421 اهـ، وكانت الجنازةُ مهيبةً، والمشهدُ مؤثراً،
حيث توافد مئات الالاف للصلاة عليه، وقد قدِّر عدد الذين صلُّوا عليه
بأكثر من نصف مليون مصل، فلو رأيتَ تلك الجموع التي توافدت لتحضر
(1) الدعوة: العدد 1776، ص 15.
56

الصفحة 56