كتاب محمد صالح العثيمين العالم القدوة المربي والشيخ الزاهد الورع

الصلاة والدفن. . . وجوه واجمة، وقلوب حزينة، غمنَ الحرم المكي
بها، الأعناق تشرئبُّ لتنظر إلى ذلك المسجَّى. وما إن انتهت صلاةُ
العصر، ونادى المنادي: الصلاة على الأموات يرحمكم اللّه، حتى
تفطَّرت القلوبُ، وبكتِ العيونُ، وبعد الصلاة تسابقت الجموع لحمله،
جموع تتبع، وجموع تنتظر في المقبرة، وجموعُ تلحق لتدرك. لفيفٌ
عظيمٌ من العلماء، وطلبة العلم والعوام، ولَمَّا أخرجت الجنازة من
الحرم اكتظَّت الشوارع بمن سار معها مرة اخرى عند مغادرتهم للمكان.
وما انتهت مراسم الدفن إلا في الساعة الخامسة والنصف عصراً من شدة
الزحام.
وقد رثاه محبوه وتلاميذه، واظهروا شيئأ من مشاعرهم تجاه
فقيدهم، وقد قيل فيه أكثر من ثلاثمئة قصيدة رثاءً.
وقد وقف عددٌ كبير من العلماء والمشايخ على شفير قبره للمشاركة في
الدفن؟ منهم فضيلة الشيخ عبداللّه البسام، وفصيلة الشيخ محمد
السبيِّل، والشيخ صالح بن حميد، وغيرهم.
وقد صُلّي عليه صلاةَ الغائب في كثير من البلاد الإسلامية، فرحمه اللّه
رحمة واسعة، وعوَّض المسلمين عنه خيراً.

57

الصفحة 57