كتاب محمد صالح العثيمين العالم القدوة المربي والشيخ الزاهد الورع

التأليف:
كان الشيخ -رحمه اللّه - يريد التفرُّع للتأليف، فنصحه بعض إخوانه انَّ
الناس بحاجة إلى التعليم، وانَ اللّه تعالى قد يهئ له مَنْ يجمع علمه الذي
علَّمه، فيجتمع له الأمران، وكان له ذلك، واُخرجت اشرطته المسموعة
كتباً، وعمَّ النفعُ بها فئة عظيمة من المسلمين من عرب وعجم؟ فقد تُرجم
كثيرٌ من كتبه إلى اكثر من لغة0
ولم يكن الشيخ - رحمه الله - حريصاً على " حفظ حقوق الطبع " ولا آكلاً
بعلمه وكتبه، ولو أراد وطلب "ريالاً واحداً" على كل نسخة من كتبه،
لصار مليونيراً! فقد طُبع للشيخ -رحمه اللّه - أكثرُ من "مليون" نسخة من
كتبه في حياته، ولكتابه "الشرح الممتع " نصيب الأسد من كتبه تلك؟ فقد
طبع منه عشرات الالاف من النسخ.
اَثاره العلمية:
للشيخ آثار علمية كثيرة في مجالات متعدَدة، منها المسموع،
والمكتوب، في العقيدة، والتفسير، والفقه، والأخلاق، والسلوك،
والمعاملات، وغيرها، استفاد منها عامةُ الناس وطلبةُ العلم، وكان
الإقبالُ عليها كبيراً ومنقطعَ النظير، وما ذاك إلا لثقة الناس بالشيخ
وبعلمه، ولما كانوا يلمَسون في شخصيته من الأهلية والكفاءة التامة التي
ترشحه إلى إصدار الأحكام الشرعية، والتصدَي للفتوى والتأليف.
وقد تمئزت كتبه بالوضوح: وضوح في الألفاظ، ووضوح في
المعاني، وبعد عن التطويل المملِّ، والاختصار المخل، والتعقيد،
ودعمٍ بالأدلة الصحيحة، والتعليلات والأقيسة الصريحة، مع إبداع في
التبويب، وحُسنٍ في التقسيم والتفصيل في المسائل، حتى يُسهل على
61

الصفحة 61