كتاب محمد صالح العثيمين العالم القدوة المربي والشيخ الزاهد الورع

الصنف الأول: كان قصدُه حسناً، ونيته خالصةً، وكان حريصاً على
انتشار علم هؤلاء العلماء الأعلام، وبثِّه بين المسلمين.
والصنف الاَخر: لم يكن قصده إلا الإتجار بعلم العلماء وكتبهم، وقد
أخطأ هذا الصنف في قصده وفي فعله.
وكلا الصنفين ربما يتوافقان في خطأ الفعل؟ وهو طبع الدروس
والمحاضرات العلمية كما هي، من دون تحرير أو تنقيح.
ومعلومٌ أنَّ أسلوبَ الدرس غير أسلوب الكتابة؟ من حيث جزالة العبارة
ورِكَّتُها، واستخدام الكلام الفصيح وعامِّيه. بل إننا نجد في الأسلوب
الدرسي استطراداتٍ كثيرة تقتضيها طبيعة الدارس، أو ربما أجاب العالِم
على سؤال يعرض من أحد المستمعين ليس له قريب صلة بموضوع
الدرس، وأحياناً يأتي الشيخ بالطرفة والنكتة اللطيفة التي تُذهِبُ ملل
المستمعين، وتُرؤَح عنهم.
فيأتي بعد ذلك من يقوم بتفريغ الدرس المسموع من الأشرطة،
والعمل على طبعه كما هو، من دون تحرير او تمحيص لما فيه.
فأقول: فليَتَّق اللّه من يقوم على طبع كتب العلماء؟ فإنها أمانة يُسأل
عنها أمام اللّه عزَّ وجلَّ.
ولقد احسن القائمون على "مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الخيرية " عندما عمَدوا إلى إخراج كتب الشيخ إخراجاً جديدأ محرَّراً مهذَّباً
منقَّحأ، فجزاهم اللّه عن الشيخ وعلمه خير الجزاء.
وممن احسن أيضأ في خدمته لكتب الشيخ طلابُه من شباب (مسجد
سالم العلي)، بالكويت؟ حيث اعتنوا بشرح الشيخ للعقيدة السفارينية
عناية بالغة، وخدموه خدمة متميزة، واستغرق العمل منهم في هذا
الكتاب اكثر من سنتين. وقد بينت جهدهم المشكور المأجور، إن شاء
اللّه، في محلى عند الحديث عن "شرح العقيدة السفارينية " برقم 15.
!! لا! لأ
63

الصفحة 63