كتاب محمد صالح العثيمين العالم القدوة المربي والشيخ الزاهد الورع

كانت طريقتهم أنَّ أسماء اللّه وصفاته توقيفتة. . . . " (1) 0
4 - الاستدلال بالعقل مع النقل واستعمال الأقيسة ما أمكن:
فقد كان -رحمه اللّه - يرتِّبُ الأدلةَ في إثبات المسائل العقدية مبتدئاً
بالقراَن الكريم، مثنِّياً بالسنة الصحيحة، مثلِّثاً بالعقل فيما كان للعقل فيه
مساغ، ليكونَ أبلغ في طمانينة القلب بتوافر الأدلة وموافقة المعقول
المنقول، فقد استدل الشيخ رحمه اللّه بالعقل في العديد من المسائل
العقدية ك! ثبات وجود اللّه، وإبطالِ الشرك، وإثباتِ البعث، والردِّ على
من احتجَّ بالقدر على ترك الطاعات وفعل المحرمات، وكثير غير ذلك،
كما استعمل الأقيسةَ العقليةَ الصحيحةَ التي استعملها السلفُ المتقدمون في
مثل مسألة نفي الصفة إثبات لنقيضها، وإلزام المخالفين باللوازم الباطلة
وغير ذلك.
وقد كان -رحمه اللّه - يزجر عن الأسئلة الفاسدة المبنية على لوثة
التكييف العفلي، كمن استشكل إثبات النزول الإلهي إلى السماء الدنيا في
ثلث الليل الأخير (2).
5 - تقريب المعاني واجتناب ما يؤدي إلى اللبس:
وقد اعتمد -رحمه اللّه - طريقة التلخيص والتقريب لطائفة من المتون
العقدية الصعبة، ليسهل تصورُّها وإدراك معانيها، وقد وُفِّق رحمه اللّه في
ذلك توفيقأ عظيمأ، وليس مراده بالتلخيص -كما يظنُّ بعضُ الناس -
مجزدَ الاختصار، وإئما إعادة عرض الموضوع بما يحصل به البيان، وإن
استدعى الشرحَ والإضافةَ أحيانأ. وهذا ما فعله -رحمه اللّه - حين صنع
(1)
(2)
منهاج أهل السنة والجماعة في العقيدة والعمل من مجموع الفتاوى
والرسائل: 188/ 5.
كما فو مذهب الإمام مالك بن أنس رحمه الله تعالى حين قال: "الاستواء
معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة ". (ن)
67

الصفحة 67