كتاب محمد صالح العثيمين العالم القدوة المربي والشيخ الزاهد الورع

لتلك الكتب من التراجم، والعناوين، والتعريفات والتقسيمات،
والإضافات، ما جعلها كالعروس المجلاة؟ فهو مثلأ يدرجُ في "تلخيص
الحموية " قاعدة نافعةًاستفادها من كتاب شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه
اللّه - تعالى " درء تعارض العقل والنقل "، وذكر خلاصتها.
أما ما ألَّفه ابتداء، فهو في غاية السهولة والبيان في الفاظه وتراكيبه،
وكثرة أمثلته ووضوحها، ولعلّ هذا هو الذي جعله لا يحتفي بتدريس
المنطق إلا ان ترد بعض المصطلحات المنطقية عرضاً، فيقوم بشرحها.
وقد كان -رحمه اللّه - يراعي حال العامة، وعدم مباداتهم بالمسائل
المشكلة، والخلافات العقدية التي لا تبلغها عقولهم، ويتشوَّشون من
سماعها، ولذلك فقد كان خطابه العام لجمهور الناس التعبير بالجمل
القرآنية والنبوية الواضحة؟ ولهذا فقد قال رحمه اللّه:
"من الحكمةِ في الدعوة ألا تباغتَ الناسَ بما لا بمكنهم ادراكُه، بل
تدعوهم رويداً رويداً حنى تستقزَ عقولهم.
فإن قيل: أندع الحدبثَ بما لاتبلغه عقول الناس؟.
أجبب: لا ندعه، ولكنْ نحدّثهم بطريقؤ تبلغُها عقولهم، وذلك بأن
ننقلهم رويداً وربدأ حتى يتقبَّلوا هذا الحديث، ويطمئنوا إليه، ولا ندعُ
ما لا نبلغُه عقولهم، ونقول: هذا شي! مستنكرُ لا يتكفَمُ به. . . " (1).
6 - مواجهة النوازل العقدية:
لقد دهم المسلمين في هذا العصر من النوازل العقدية ما اشتدت
الضرورةُ فيه إلى علماء ربانيين، يمئتون الناسَ، ويتمشَكون بالكتاب،
ويمزلون الأوضاع الطارئة على الأصول الثابتة، وكان الشيخ -رحمه الله-
في طليعة هؤلاء الموفَقين؟ فلم يكتفِ بالتقعيد النظري لمسائل الاعتقاد،
او حتى منازلة الفرق العتيقة من أهل القبلة وغيرهم، بل ضئمَ إلى ذلك
(1) القول المفيد على كتأب) لتوحيد: 2/ 301 - 302.
68

الصفحة 68