كتاب محمد صالح العثيمين العالم القدوة المربي والشيخ الزاهد الورع

مواجهةَ ما استجدَّ مِنْ فرق الضلال وكشف زيغها، وما شاع من أفكار
منحرفة، ودعوات باطلة، وأعمال وألفاظ منافعة للعقيدة الصحيحة،
فحذَّر من الإلحاد المتمثل بالشيوعية، والمادية، وفضَل القولَ في الحكم
بغير ما أنزل اللّه، وانكر الدعوةَ إلى التقريب بين الأديان، وغير ذلك من
المسائل المعاصرة.
فهذه ابرز سمات منهجه في العقيدة التي قرزَها، وساهم في إرسائها.
ب - منهجه في عرض الفقه (1):
اشتهر الشيخ -رحمه اللّه - بين عامة الناس، وعُرِفَ بما له من علم
بالفقه واصوله ومسائله، وقد تأثر رحمه اللّه في عرض الفقه ومسائله
بشيخه الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي -رحمه الله -، كما صرَّح أكثر
من مرة.
أبرز مميزات منهجه الفقهي:
1 - تبنِّيه لاَراء الشيخين ابن تيمية وابن القيم رحمهما اللّه، وعنايته
بكتبهما: فللشيخ -رحمه اللّه - تعليقٌ على " اختيارات شيخ الإسلام " للبعلي
الحنبلي، ومراجعة دائمة لمجموع الفتاوى، وقرأ للطلبةِ في دروسه
"السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية " لشيخ الإسلام، وعلَّق
عليه، وله مختارات من " أعلام الموقعين "، و"زاد المعاد"، و"الطرق
الحكمية "، وثلاثتها لابن القيم.
ولم يكن تبئيه لاَراء الشيخين نابعاً من التقليد الأعمى، بل كان
متجرِّدأ للحق، فحيثما وجد الحق فهو ضالته ومطلبه، فقد خالف
شيخَ الإسلام في مساثلَ أكثر من مخالفة شيخه السعدي لشيخ الإسلام.
2 - الفقه المبني على الدليل، المقرون بالتعليل غالباً: وبيان
11)
انظر: المنهج الفقهي للشيخ محمدبن صالح العثيمين؟ خالدبن علي
المشيقح، مجلة البيان، العدد 160، ص 52.
69

الصفحة 69