كتاب محمد صالح العثيمين العالم القدوة المربي والشيخ الزاهد الورع

الحكمة وأسرار الشريعة احيانأ؟ فالشيخ يوجِبُ العمل بالدليل، ويحرم
مخالفته. فمن ذلك قوله -رحمه اللّه -:
"العباداتُ لا تتم إلا بالإخلاص دلّه عزوجلَّ، ومتابعة النبي ع! ي!،
والمتابعة لا تتحقق إلا إذا كانت موافقةً للشرع في ستة أمور: السبب،
والجنس، والقدر، والكيفية، والزمان، والمكان " (1).
ولهذا خالف المذهبَ في كثير من المسائل؟ كمسألة تقسيم المياه،
ونقض الوضوء بصحنَ المرأة بشهوة، وطلاق الثلاث، وغير ذلك (2).
كما أنَّه إذا رجَّح قولاً، أو أفتى بمسألة، ثم ظهر له خلاف ذلك لدليل
ترجح عنده، رجع عن قوله الأول:
ومن ذلك مثلأ أنه كان يرى أنَّ دم النفاس لا حدَّ لاكثره، ثم تبيَّنَ له أنَّ
حدَّه أربعون يوماً، فرجع إلى ذلك.
ومثله مألة رقص النساء في الأفراح؟ ف! نه كان قد أفتى بجواز ذلك،
ثم رجع عن فتوا 5، لَمَّا تبين له ما يترتب على ذلك من منكرات.
3 - عنايته بأصول الفقه، وقواعد الفقه، وعلم النحو:
وقد اكسبه ذلك مَلَكَةً فقهية تقوم على تخريج الفروع على الأصول،
ورد الجزئيات إلى الكليات، والمقدرة على الاستنباط؟ فقد قرأ الشيخ في
دروسه كتاب "القواعد الفقهية " لابن رجب، وعلَّق عليه. وألَّف قديماً:
" الأصول من علم الأصول "، وسرحه في المسجد. وقد كثُر في فقه الشيخ
-رحمه الله - استعمالُ القواعد الفقهية والأصولية، وردُّ جزئيات المسائل
(1)
(2)
الشرح الممتع: 347/ 1.
انظر الشرح الممتع بمجلداته الثمانية، ورسالة الدمإء الطبيعية للنساء
وغيرها.
70

الصفحة 70