كتاب محمد صالح العثيمين العالم القدوة المربي والشيخ الزاهد الورع

3 - تفسير القراَن الكريم
عُرِفَ عن الشيخ ابن عثيمين -رحمه اللّه - اهتمامُه بتفسير القران
الكريم، وتركيزُه على آيات الاحكام فيه. وقد طُبع مِمَّا فسَّره سورٌ
متفرقة؟ هي: الفاتحة، والبقرة، والكهف، وسور من المفصَّل.
وللشيخ منهجُه الخاص في تفسير القرآن الكريم؟ الذي أرى أنَّه منهج
شمولي في التفسير، رغم عدم توسُّعه وإسهابه " فقد اهتمَّ بجوانب متعدِّدة
من جوانب التفسير:
فهو يُولي اللغةَ والنحوَ اهتمامَه، ويبيِّن ما في الاية من اوجه اللغة
والنحو، وما ينبني على الإعراب من فهم للتفسير.
كما يذكر الجوانب العقدية المتضمِّنة لها الاَية، ويتوسّع في بعض
الأحيان في هذا الجانب لِمَا له من أهمية كبيرة.
وفي جانب الفقه؟ فإنَّه يذكر الأحكامَ الفقهية المستنبطة من الاية،
ويذكر أقوال العلماء فيها.
والشيخ -رحمه اللّه - لا يتفرَّد برايه في تفسير الاَية، بل يورد اقوالَ
العلماء في أوجه تفسيرها، ثم يذكر ما يراه الراجحَ عنده في ذلك.
واذكر مثالاً على ذلك عند تفسيره لفاتحة سورة البقرة، واختلاف
العلماء في تفسير الحروف المقطَّعة في مطلعها وفي مطلع غيرها من
السور؟ إذ يورد أقوال المفسرين، فيقول:
القول الأول: انَّ لها معنى؟ اختلف أصحابُ هذا القول في تعيينه: هل
هو اسم للّه عزَّ وجلَّ؟ او اسم للسورة؟ او انه إشارةٌ إلى مدة هذه الأمَّة؟ ا و
نحو ذلك؟.
القول الثاني: هي حروف هجائية ليس لها معنى إطلاقاً. .
85

الصفحة 85