كتاب محمد صالح العثيمين العالم القدوة المربي والشيخ الزاهد الورع

8 - ومنها: انَّه لا يمكنُ أن يأمرنا الشيطان بخير أبداً؟ إذ إنَّ عدَّوك
تسرُّ 5 مساءتُكَ، ويغمُّه سبرورُك؟ ولهذا قال تعالى في اية أخرى: " إِنَّ
اَلشَّتطَنَ لَكُؤصكَدُوٌّ فَأتَّخِذُوُه عَدُوًّا " ا فا طر: 6).
9 - ومنها: قرن الحكم بعلته؟ لقوله تعالى: " وَلَاتَتبِعُواخُطُؤَتِ
ألشَّيطَنِ" ثم علل: " إِنَم لَحُخ عَدُوٌّ مبِينٌ ".
ويتفرَّع على هذه الفائدة: ألَه ينبغي لمن أتى بالأحكام أن يقرنها
بالعلل التي تطمئن إليها النفسُ؟ فإن كانت ذاتَ دليل من الشرع قرنها
بدليلها من الشرع؟ وإن كانت ذاتَ دليل من العقل والقياس قرنها
بدليلها من العقل والقياس؟ وفائدةُ ذِكرِ العلة انه يبيِّنُ سموَ الشريعة
وكمالها؟ وانه تزيد به الطمأنينة إلى الحكم؟ وأنه يمكن إلحاق ما وافق
الحكم في تلك العلة ".
أقول: إلا انَّ هذا المنهج في ذكر الفوائد ليس مطَّرداً عند الشيخ، إ ذ
لم يلتزم به في تفسيره للمفصَّل من السور، والتي اشتملت تفسيرَ سورة
الحجرات إلى نهاية سورة الحديد في جزء الذاريات.

88

الصفحة 88