كتاب محمد صالح العثيمين العالم القدوة المربي والشيخ الزاهد الورع

5 - حقوق دعت اليها الفطرة وقرَّرتها الشريعة
من المسَلَّمِ به أن الشريعة الإسلامية ما جاءت إلا بما يوافقُ الفطرةَ
البشريةَ السليمة، ومُحالٌ أن يتصادَمَ نص! صحيحٌ صريحٌ مما جاء في الكتاب
والسنة مع ما دعتْ إليه الفِطَرُ الشَوية، مهما كانت ديانات أصحابها أ و
معتقداتهم؟ فلو قيل لنصراني: إنَّ فلانأ من الناس يَعُقُّ أُمَّه ويضرجمها لازدراه،
واستهجن فِعلته هذه. ولو ذكر أيضاً أمام مجوسي ان شخصاً كذب أو سرق
مال أخيه وظلمه، لَمَا استساغ ما فعل. كل هذا لأنَّ هذه الأفعال المشينة
لا تفبلُها الفطرة السوية، ولا العقل السليم، ولا تتفق ومكارم الأخلاق
التي ترضاها النفوسُ الأبية، والتي جاء الإسلام ليرسِّخَها وليتفَمَها،
مصداقاً لحديث الرسول! يم "إِنَّما بُعِثْتُ لأتمِّمَ مكارِمَ الأَخلاَق" (1).
وإدَّ مِمَّا اتفقت عليه الشريعة الإسلامية والفطرة البشرية: إعطاءَ
الحقوق لأهلها، وعدمَ الظلم والتعدِّي عليهم.
وفي هذه الرسالة المختصرة أورد الشيخ -رحمه اللّه - بعفىَ هذه
الحقوق التي تتفق اتفاقاً تامأ مع الفطرة البشرية، كما تتفق مع الشريعة
الإسلامية، وهذه الخصال هي:
1 - حقوق اللّه تعالى:
وهذا الحقُّ أحَقُّ الحقوق واوجبُها وأعظمُها. ويتمثَّل: بالإيمان به
سبحانه، وأداء فرائضه التي افترضها على العباد من صلاة، صيام،
وزكاة، وحجً.
2 - حقوق النبي! ك! ي!:
وهذا الحق هو أعظمُ حقوق المخلوقين. ويتمثَّل هذا الحق باتباع
سنَّته! ك! م، ومحبَّته، وتوقيره، واحترامه، ونُصرته.
(1)
صحيح الجامع وزياداته رقم: (2349) (ن).
91

الصفحة 91