كتاب السلسبيل النقي في تراجم شيوخ البيهقي

برحتله إليها في كتابه "السنن الكبرى"، وقال ياقوت: رحل إلى العراق، وطوَّف الآفاق (¬1). وقد نصت كتب التراجم على أنّه ارتحل إلى العراق قاصدًا بغداد، إِلَّا أنّ بعضهم يشير إلى أنّ رحلته إلى بغداد، والكوفة كانت وهو في طريقه إلى الحجِّ (¬2)، وقد كانت رحلته هذه في آخر سنة اثنتي عشرة وأربعمائة، وله من العمر تسع وعشرون سنة، فقد قال في "سننه الكبرى" (2/ 117): أخبرنا أبو الفتح محمَّد بن أحمد بن أبي الفوارس الحافظ ببغداد. وابن أبي الفوارس هذا توفي ببغداد، يوم الأربعاء السّادس عشر من ذي القعدة سنة اثنتي عشرة وأربعمائة (¬3). وقولي في آخرها؛ لأنّ البَيْهَقيِّ قال في "دلائل النبوة" (¬4): أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن سِيْماء المُقرئ قدم علينا حاجًا. قال عبد الغافر في "السياق": علي بن أحمد بن سيماء البخاريّ أبو الحسن، قدم نيسابور حاجًا سنة اثنتي عشرة وأربعمائة، وخرج قافلًا إلى وطنه (¬5). وقد صحب في رحتله هذه الحافظ الأوحد أبو الفضل علي بن الحسين بن أحمد الهمذاني ابن الفلكي (¬6).
وقد تجول -رحمه الله تعالي- في رحلته هذه في مدن وقرى وجوامع بغداد، باحثًا عن حديث رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - من أفواه علمائها ومشايخها الأجلاء، ففي "السنن الكبرى" (2/ 117): حدّثنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن عبيد
¬__________
(¬1) "معجم البلدان" (1/ 639).
(¬2) "تاريخ الإسلام" (3/ 439)، "طبقات الشّافعيّة الكبرى" (4/ 8).
(¬3) "تاريخ بغداد" (1/ 353).
(¬4) (5/ 483).
(¬5) "المنتخب" من "السياق" (375).
(¬6) "المدخل إلى السنن" (1/ 204)، "الشعب" (5/ 53 - 54).

الصفحة 56