كتاب الغناء والمعازف في ضوء الكتاب والسنة وآثار الصحابة - رضي الله عنهم -

سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ * وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} (¬1).
قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ}.
قيل: ((من يشتري الشراء المعروف بالثمن)).
وقيل: ((بل معنى ذلك: من يختار لهو الحديث ويستحبّه)) (¬2).
وقيل: ((أي يستبدل ويختار الغناء، والمزامير، والمعازف على القرآن)) (¬3).
وقيل: ((يشتري)) أي يختار ويرغب رغبة من يبذل الثمن في الشيء)) (¬4).
وأما قوله تعالى: ((لَهْوَ الْحَدِيثِ))، فقال عبد اللَّه بن مسعود - رضي الله عنه -:
((الغناء والذي لا إله إلا هو، يُرَدِّدُها ثلاث مرات)) (¬5).
وقال عبد الله بن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: ((الغناء وأشباهه))، وفي رواية عنه: ((شراء المغنية))، وفي رواية عنه أيضاً، قال: ((باطل الحديث: هو الغناء ونحوه)) (¬6).
وقال جابر بن عبد اللَّه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: ((هو الغناء، والاستماع له)) (¬7).
وفسَّر الإمام مجاهد رحمه اللَّه (لَهْوَ الْحَدِيثِ) بـ (الغناء)، وفي
¬_________
(¬1) سورة لقمان، الآيتان: 6، 7.
(¬2) تفسير الطبري، 20/ 126، فقد ذكر جميع هذه المعاني السابقة.
(¬3) تفسير البغوي، 3/ 490.
(¬4) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، للسعدي، ص 759.
(¬5) الإمام الطبري بإسناده في جامع البيان، 20/ 127.
(¬6) جامع البيان للطبري، 20/ 127 - 128، وقد ذكر هذه الآثار بأسانيده المتصلة إلى ابن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا.
(¬7) المرجع السابق بإسناده، 20/ 128.

الصفحة 13