كتاب الغناء والمعازف في ضوء الكتاب والسنة وآثار الصحابة - رضي الله عنهم -

ثانياً: فتاوى الإمام محمد بن إبراهيم آل الشيخ ــ مفتي الديار السعودية سابقاً رحمه الله:
1 - حكم الأغاني التي تصدر في الإذاعات والحفلات
س: ما حكم الأغاني التي تصدر في الإذاعات، والحفلات؟
الجواب: هي منقسمة إلى قسمين:
الأول: ما اشتمل على حِكَمٍ ومواعظ وحماس ونصائح ونحو ذلك مما لا غرام فيه، ولا يشتمل على صوت مزمار ونحوه ــ فهذا لا محذور فيه؛ لما فيه من المصلحة.
الثاني: ما فيه غرام، ويشتمل على صوت مزمار وما أشبه ذلك ـ فهو حرام، والأصل في ذلك الكتاب والسنة.

أما أدلة (الكتاب) فأربعة:
الأول: قول اللَّه تعالى: {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ} (¬1) فسره ابن عباس وغيره بالغناء.
وجه الدلالة: أن اللَّه جل وعلا بيَّن في هذه الآية: أن الغناء طريق من الطرق التي يسلكها إبليس لإغواء الأمة، وقد تسلط بهذا وبغيره، بدليل قوله تعالى: {لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إَلاَّ قَلِيلا} (¬2)، وهذا القليل هو المذكور في قوله تعالى: {قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِين * إِلاَّ
¬_________
(¬1) .. سورة الإسراء، الآية: 64.
(¬2) .. سورة الإسراء، الآية: 62.

الصفحة 80