كتاب الخلق الحسن في ضوء الكتاب والسنة

أكبر، اللَّه أكبر فقال رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -: ((على الفطرة))، ثم قال: أشهد أن لا إله إلا اللَّه أشهد أن لا إله إلا اللَّه، فقال رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -: ((خرجت من النار)) (¬1).
وعنه - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا غزا بنا قوماً لم يغزُ بنا حتى يصبح وينظر فإن سمع أذاناً كف عنهم وإن لم يسمع أذاناً أغار عليهم ... (¬2).
وهذا يدل على تثبته - صلى الله عليه وسلم - وعدم عجلته، وهو أسوة الدعاة إلى اللَّه تعالى وقدوتهم.
وعن عبد اللَّه بن سرجس المزني - رضي الله عنه -،أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((السَّمْتُ الحسن (¬3)، والتُّؤَدَةُ، والاقتصاد (¬4)، جزء من أربعةٍ وعشرين جزءاً من النبوة)) (¬5).
وبهذا يُعلم أن الأناة في كل شيء محمودة وخيرٌ إلا ما كان من أمر الآخرة، بشرط مراعاة الضوابط التي شرعها اللَّه حتى تكون المسارعة مما يحبه اللَّه تعالى (¬6).
¬_________
(¬1) أخرجه مسلم، كتاب الصلاة، باب الإمساك عن الإغارة على قوم في دار الكفر إذا سمع فيهم الأذان، برقم 382.
(¬2) البخاري، كتاب الأذان، باب ما يحقن بالأذان من الدماء، برقم 2943.
(¬3) السمت الحسن: هو حسن الهيئة والمنظر. انظر: فيض القدير للمناوي، 3/ 277.
(¬4) الاقتصاد: هو التوسط في الأمور والتحرز عن طرفي الإفراط والتفريط. انظر: المرجع السابق 3/ 277.
(¬5) الترمذي، كتاب البر والصلة، باب ما جاء في التأني والعجلة، برقم 2010، وحسنه الألباني في صحيح سنن الترمذي، 2/ 195.
(¬6) انظر: شرح السنة للبغوي، 13/ 177، وتحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي، 6/ 153.

الصفحة 128