كتاب الخلق الحسن في ضوء الكتاب والسنة

3 - والحسن والحسين رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا من أحب الناس إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فعن ابن عمر رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قال: ... وسمعتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «هُمَا ريحانتاي من الدنيا» (¬1)، والمعنى: أنهما مما أكرمني اللَّه وحباني به؛ لأن الأولاد يُشمّون ويُقبَّلون، فكأنهم من جملة الرياحين، وقوله «من الدنيا» أي نصيبي من الريحان الدنيوي (¬2).
4 - وعن أبي بكرة - رضي الله عنه - قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - على المنبر والحسن إلى جنبه ينظر إلى الناس مرة وإليه مرة ويقول: «إن ابني هذا سيد، ولعلَّ اللَّه أن يُصلِحَ به بين فئتين عظيمتين من المسلمين» (¬3).
وقد أصلح اللَّه به بين معاوية ومن معه وأتباع علي بن أبي طالب ومن معه فتنازل عن الخلافة لمعاوية فحقن اللَّه تعالى به دماء المسلمين (¬4).
5 - وعن البراء - رضي الله عنه - قال: رأيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - والحسن بن عليٍّ على عاتقه يقول: «اللَّهم إني أُحِبُّه فأَحِبَّه» (¬5).

المثال الرابع: ركوب الصبي على ظهره - صلى الله عليه وسلم - وهو ساجد:
وعن شدَّادٍ - رضي الله عنه - قال: خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الناس؛ ليصلي بهم إحدى صلاتي العشاء وهو حامل حسناً أو حسيناً فتقدَّم رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - فوضعه،
¬_________
(¬1) البخاري، كتاب الأدب، باب رحمة الولد وتقبيله ومعانقته، برقم 5994.
(¬2) فتح الباري لابن حجر، 10/ 427.
(¬3) البخاري، كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب الحسن والحسين رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، برقم 3746.
(¬4) انظر: البخاري، كتاب الصلح، باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - للحسن بن علي رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، برقم 2704.
(¬5) البخاري، كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب الحسن والحسين رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، برقم 3749.

الصفحة 172