كتاب الخلق الحسن في ضوء الكتاب والسنة

مكارم الأخلاق)) (¬1).
وسئلت عائشة رضي الله عنها عن خُلُقِهِ - صلى الله عليه وسلم - فقالت: (( .. فإن خلق نبيكم - صلى الله عليه وسلم - كان القرآن)) (¬2).

عاشراً: الخلق الحسن من أعظم الأساليب التي تجذب الناس إلى الإسلام، والهداية، والاستقامة؛ ولهذا من تتبَّع سيرة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - وجد أنه كان يلازم الخلق الحسن في سائر أحواله وخاصة في دعوته إلى اللَّه تعالى، فأقبل الناس ودخلوا في دين اللَّه أفواجاً بفضل اللَّه تعالى ثم بفضل حسن خلقه - صلى الله عليه وسلم -، فكم دخل في الإسلام بسبب خلقه العظيم.
فهذا يُسلم ويقول: ((واللَّه ما كان على الأرض وجه أبغض إليَّ من وجهك فقد أصبح وجهك أحبَّ الوجوه كلها إليَّ)) (¬3).
وذاك يقول: ((اللَّهم ارحمني ومحمداً ولا ترحم معنا أحداً)) (¬4)، تأثر بعفو النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يتركه على تحجيره رحمة اللَّه التي وسعت كل شيء، بل قال له: ((لقد تحجَّرت واسعاً)).
والآخر يقول: ((فبأبي هو وأمي ما رأيت معلماً قبله ولا بعده أحسن تعليماً منه)) (¬5).
والرابع يقول: ((يا قومي أسلموا فإن محمداً يعطي عطاءً لا
¬_________
(¬1) البيهقي في السنن الكبرى بلفظه، 10/ 192، وأحمد، 2/ 381، والحاكم وصححه ووافقه الذهبي، 2/ 613، وانظر: الأحاديث الصحيحة للألباني، 1/ 75، برقم 45.
(¬2) مسلم في صلاة المسافرين، باب جامع صلاة الليل ومن نام عنه أو مرض، برقم 746.
(¬3) البخاري، كتاب المغازي، باب وفد بني حنيفة، برقم 4372، ومسلم، كتاب الجهاد والسير، باب ربط الأسير وحبسه وجواز المنّ عليه،، برقم 1764.
(¬4) البخاري، كتاب الأدب، باب رحمة الناس والبهائم، برقم 6010.
(¬5) مسلم، كتاب المساجد، باب تحريم الكلام في الصلاة ونسخ ما كان من إباحة، برقم 537.

الصفحة 9