كتاب المنهج العلمي لطلاب العلم الشرعي

مَا الفَضْلُ إلَّا لأهْلِ العِلْمِ إنَّهُم ... عَلَى الهُدَى لمِنِ اسْتَهْدَى أدِلاءُ
وقَدْرُ كُلِّ امْرِئٍ مَا كَانَ يُحْسِنُه ... وللرِّجَالِ عَلَى الأفْعَالِ أسْمَاءُ
* * *

قَالَ الزُّهْرِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: "العِلْمُ ذَكَرٌ، يُحِبُّهُ ذُكُوْرَةُ الرِّجَالِ، ويَكْرَهُهُ مُؤنَّثوْهُم" (¬1)
أرَادَ الزُّهْرِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: أنَّ العِلْمَ أرْفَعُ المَطَالِبِ وأجَلُّهَا، كَمَا أنَّ الذُّكُوْرَ أفْضَلُ مِنَ الإنَاثِ، فألِبَّاءُ الرِّجَالِ وأهْلُ التَّمْيِيزِ مِنْهُم يُحِبُّوْنَ العِلْمَ، ولَيسَ كالرَّأيِّ السَّخِيفِ الَّذِي يُحِبُّه سخَفَاءُ الرِّجَالِ، فَضَرَبَ التَّذْكِيرَ والتَّأنِيثَ مَثَلًا (¬2).
* * *
¬__________
(¬1) انْظُرْ "جَامِعَ بَيَانِ العِلْمِ وفَضْلِه" لابْنِ عَبْدِ البَرِّ (1/ 251)، و"الحِلْيَةَ" لأبِي نُعَيمٍ (3/ 365)، و"شَرَفَ أصْحَابِ أهْلِ الحدِيثِ" للخَطِيبِ البَغْدَادِيِّ (70 - 71)، وبَعْضُهم يَنْسِبُها لعَليِّ بنِ أبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، انْظُرْ "المَجْمُوْعَ" للنَّوَوِيِّ (1/ 41).
(¬2) انْظُرْ "المُجَالَسَةَ" لأبِي بَكْرٍ الدِّينَوَرِيِّ (3/ 426 - 427) بنَحْوِه.

الصفحة 17