كتاب تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد ويليه شرح الصدور في تحريم رفع القبور
فليحي نفسَه! فأمر به الوليد ديناراً صاحبَ السجن فسجَنَه"1.
بل أعجبُ من هذا ما أخرجه الحافظ البيهقي بإسناده في قصة طويلة، وفيها: "أنَّ امرأةً تعلَّمت السِّحرَ مِن المَلَكَيْن ببابل هاروت وماروت، وأنَّها أخذت قمحاً، فقالت له بعد أن ألقته: [اطلع، فطلع، فقالت: أحقل، فأحقل، ثمَّ تركته، ثم قالت إيبَس، فيبس، ثم قالت له: اطحن، فأطحن] ، ثمَّ قالت له: اختبز فاختبز، وكانت لا تريد شيئا إلاَّ كان"2.
والأحوال الشيطانيةُ لا تنحصر، وكفى بما يأتي به الدَّجَّال، والمعيار اتِّباع الكتاب والسنة ومخالفتهما3.
__________
1 كذا في الأصل، وعبارة البيهقي ج8 ص 136: "وأمر به الوليد ديناراً صاحب السجن، وكان رجلاً صالحاً، فسجنه فأعجبه نحو الرجل، قال: أفتستطيع أن تهرب؟ قال: نعم! قال: فاخرج! لا يسألني الله عنك أبداً" اهـ (إسماعيل) .
2 روى البيهقي تلك القصة الطويلة المشار إليها في باب (قبول توبة الساحر وحقن دمه) من السنن الكبرى (إسماعيل) .
وأورد ابن كثير في تفسيره عند قول الله عزَّ وجل: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ} الآية القصة مطولة إسناداً ومتناً عند ابن جرير وابن أبي حاتم، وقال: "فهذا إسناد جيد إلى عائشة رضي الله عنها".
3 هذه كلمة جميلة ختم بها المصنف كتابه، وهي مسك الختام؛ فالحق والهدى ما جاء في الكتاب والسنة، والباطل والضلال ما كان بخلافهما، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الرد على المنطقيين (ص:515 ـ 516) : "وقال غيرُ واحد من الشيوخ والعلماء: لو رأيتم الرجلَ يطير في الهواء ويمشي على الماء فلا تغتروا به حتى تنظروا وقوفه عند الأمر والنهي"، وقال ابن كثير في تفسيره (1/362 ط مكتبة أولاد الشيخ) عند قوله تعالى من سورة البقرة: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ} : "وقد قال يونس بن عبد الأعلى الصدفي: قلت للشافعي: كان الليث بن سعد يقول: إذا رأيتم الرجل يمشي على الماء فلا تغتروا به حتى تعرضوا أمره على الكتاب والسنة، فقال الشافعي: قصَّر الليث رحمه الله، بل إذا رأيتم الرجل بمشي على الماء ويطير في الهواء فلا تغتروا به حتى تعرضوا أمره على الكتاب والسنة".