المواعيني والريحان والريعان
وممن يمكن التوقف عند بعض محاولاتهم النقدية من رجال القرن السادس (1) أبو القاسم محمد بن إبراهيم ابن خيرة المواعيني (- 564) (2) ، وهو قرطبي سكن اشبيلية وكتب عن أميرها أبي حفص، وله من المؤلفات: كتاب الأمثال، وكتاب الوشاح المفصل، وكتاب ريحان الألباب وريعان الشباب، وهذا الأخير جمع فيه الفنون التي يستمدها من عني بمزاولة المنثور والموزون وجعله في سبع مراتب: في كل مرتبة مراقب وثنايا، فالمرتبة تساوي الكتاب، والمراقبة بمثابة الباب، والثنية بمنزلة الفصل.
المرتبة الرابعة في الريحان والريعان
ومن مراتبه التي تهمنا هنا المرتبة الرابعة. وهي " مرتبة الفصاحة والبلاغة وجامع في لوازم إنشاء الصناعة ". وقد كان المؤلف درس كتاب البيان والتبيين للجاحظ واعجب به وخطر له أن يختصره، ثم عدل عن ذلك، وألف كتابه هذا لمنفعة المتأدب، وظل اثر البيان والتبين فيه واضحاً؛ إلا انه مطلع على كثير من المصادر المشرقية.
__________
(1) كان من الممكن ان نتصدى لجهود المؤرخ ابي عامر محمد بن احمد السالمي (انظر ترجمته في التكملة: 495 والذيل والتكملة، الورقة: 3 نسخة باريس، وتوفي سنة 559) ، ولكن مؤلفاته لم تصلنا، ومنها: (1) حلية الكاتب وبغية الطالب في الأمثال السائرة والأشعار النادرة. (2) حلية اللسان وبغية الإنسان في الأوصاف والتشبيهات والأشعار السائرات. (3) طبقات الشعراء الإعلام في الجاهلية والإسلام مرتباً على حروف الهجاء إلى عصر المؤلف. (4) منهاج الكتاب.
(2) انظر ترجمته في التكملة. 515، وفيها انه توفي في نحو السبعين.