كتاب قصة الأدب في الحجاز

الجزيرة العربية:
تقع جزيرة العرب، أو على الأصح شبه الجزيرة العربية جنوبي الشام، وتحيط بها المياه من جهات ثلاث، وقد أطلق العرب عليها اسم "جزيرة" مع أن حدودها الشمالية وهي أرض الجزيرة وبوادي الشام وفلسطين ليست إلا أرضا برية لا تشتمل على بحار أو أنهار، أما حدودها الأخرى فهي واقعة على البحار، وهي جهات الخليج الفارسي "العربي" وبحر عمان وبحر فارس ونهر الفرات شرقا، وبحر القلزم غربا، وبحر العرب -أو المحيط الهندي- جنوبا، ونقل صاحب لسان العرب عن التهذيب: سميت جزيرة العرب جزيرة؛ لأن البحرين: بحر فارس وبحر السودان أحاطا بناحيتيها، وأحاط بناحية الشمال نهر الفرات.
وجزيرة العرب هضبة كبيرة مكونة من جبال وصحارى رملية، أما الصحارى فأهمها اثنتان:
1- صحراء السماوة: وتسمى بادية السماوة أو صحراء النفود، وتشمل معظم شمالي الجزيرة, ورمالها وعثاء يصعب فيها السير، وتسوخ فيها القدم، وسكانها بدو رحل، يقيمون فيها شتاء، ويرحلون عنها صيفا إلى التخوم الشمالية طلبا للماء والكلأ، وجنوبيها جبل شمر وهو على صورة هلال يتقوس عند انحداره نحو الجنوب، ويسمى جبل طيء، وهو غزير المطر، معتدل الجو.
2- صحراء الربع الخالي: وفيها بلاد الأحقاف، وهي شمالي حضرموت وكانت الأحقاف مسكنا لعاد قوم هود، ومن هذه الصحراء جزء يسمى الدهناء شمالي مهرة، وتتصل هذه الصحراء ببادية السماوة، وتمتد شرقا إلى الخليج الفارسي، وأرضها مستوية صلبة انتثرت الحصباء فيها، وهي مجدبة وقد ينزل بها مطر قليل, فينبت عليه بعض الكلأ، ويقيم بها البدو شتاء ويرحلون عنها صيفا.

الصفحة 15