كتاب مذكراتي السياسية

يُمكنهَا أَن تضرب قصر يلدز بِكُل سهولة
لقد كَانَ الْقصر السَّابِق مليئا بذكريات عمي عبد الْعَزِيز وَأخي مُرَاد السىء الْحَظ فَمَا الذى يجبرني على الاقامة فِي ذَلِك الْقصر خَاصَّة وَأَن هَذِه الذكريات تَكْفِي لَان تكون مصدر حزن دَائِم للانسان
ثمَّ ان مضيق البوسفور مَلِيء بالضباب أما الْمَكَان الْمُرْتَفع فَفِيهِ الْهَوَاء النقي الصحي لهَذِهِ الاسباب أخترت قصر يلدز أنعم فِيهِ الْآن بالشمس والهواء والضوء وَالْجمال وَمَعْلُوم أَن قسما من حديقة الْقصر شيد بِأَمْر من وَالِدي رَحمَه الله انني أكن لهَذَا الْمَكَان الْجَمِيل حبا خَاصّا من عهد شَبَابِي
الجاسوسية
مَعْلُوم أَن التَّجَسُّس أَمر معيب وَكَذَلِكَ التقارير التجسسية الَّتِي نشرتها الصُّحُف لكننا لَا نستطيع الاستغاء عَنهُ لَا أَظن أَن فِي أَي بقْعَة من بقاع الارض دسائس ومؤامرات مثل الَّتِي تحاك فِي بِلَادنَا الا أنني أعرف التَّمْيِيز بَين التقارير الصَّحِيحَة والتقارير الكاذبة
لقد تعرضت للاغتيال مرَّتَيْنِ واني مَدين بنجاتي من هَاتين المحاولتين الى يقظة بعض رجالي المخلصين ان كثيرا من الضباط والموظفين الكسالى هم سَبَب تعاستنا هَؤُلَاءِ لَا يعجبهم

الصفحة 220