كتاب المجالسة وجواهر العلم - ط ابن حزم

532 - حدثنا أحمد نا محمد بن يونس نا الأصمعي قال سمعت المفضَّل بن محمد الضَّبيَّ يقول معنى قول الناس الحديث ذو شجون قال هو ضَبَّة بن أُدّ وكان له ابنان سعدٌ وسُعَيدٌ فخرجا في طلب إبلٍ لهما فرجع سعد ولم يرجع سُعَيد فكان ضبَّة ُ كلما رأى شخصاً قال أسَعْدٌ أم سُعَيْد ثم إنّ ضبّة بينما هو يسير مع الحارث بن كعب في الشهر الحرام أتيا على مكان فقال الحارث
لضَبَّة أترى هذا الموضع فإني لقيتُ فتًى من هيئته وحسنه كذا وكذا فقتلتُه وأخذت هذا السيف منه وإذا هي صفة سُعيدٍ ابنه فقال له أرني السَّيفِ فناوله السّيف فعرف أنه سيف ابنه فقال عندها إن الحديث له شُجون ثم ضرب به الحارث فقتله فلامه الناس فقال سبق السَّيفُ العَذَلَ وفيه يقول الفرزدق
لا تَأْمنّنَّ الحَرْبَ إنَّ اسْتِعَارَها
كضبَّة َ إذْ قالَ الحديثُ شُجُونُ
533 - حدثنا محمد بن يونس قال سمعت الأصمعي يقول سمعت المفضّل يقول معنى قول العرب ذكّرْتني الطعنَ وكنت ناسياً سبَبَهُ أن رجلاً حمل على رجلٍ ليقتُلَه وكان في يد المحمول عليه رُمْحٌ فأنساه الدَّهشُ والفَزَعُ ما في يده فقال الحامل أَلْقِ الرمحَ فقال ألا أرى معي الرمح وأنا لا أشعر ذكَّرتني الطعنَ وكنتُ ناسياً ثم كَرَّ على صاحبه فطعنه فقتله والحامل صخر بن معاوية والمحمول عليه يزيد بن الصَعق
534 - حدثنا أحمد نا الحربي نا أبو نصر عن الأصمعي قال قيل للعجَّاج إنَّك لا تُحسن الهجاء فقال إن لنا أحلاماً تَمْنعُنا من أن نَظْلِم وأحساباً تمنعُنا من أن نُظْلَم وهل رأيت بانياً إلا وهو على الهدم أقدرُ منه على البناء
535 - حدثنا أحمد نا الحسين بن فَهْم أنشدنا محمد بن سلاّم الجمحي أنشدني صاحبٌ عن رواية الفرزدق لكعب بن زهير
لَو كُنْتُ أَعْجَبُ مِنْ شيءٍ لأَعْجَبني
سعْيُ الفتى وهو مَخْبُوءٌ لَهُ القَدَرُ
يسعى الفتى لأمورٍ لَيْسَ يُدْرِكُها
والنَّفْسُ واحدة ٌ والهمُّ مُنْتَشِرُ
والمرءُ ما عاش ممدود له أملٌ

الصفحة 115