الخافضِ الرافعِ السماء على الأرض
ولم يبني تحتها دِعَما
الخالقِ البارئ المصوِّر في
الأرحام ماءً حتى يَحُورَ دَما
ثمَّ عظاماً أقامها عصباً
ثُمَّتَ لحماً كساه فالتأما
ثم كسا الريش والعقائب
أبشاراً وجلداً تخاله أدَما
من نطفة قادرٌ مقدرها
يخلق منها الإنسان والنَّسما
واللون والصوت والخلائق
والأبصار شتى وفرَّق الكلِما
ثُمَّتَ لا بُدّ أن سيجمعكم
الله جهراً شهادة قسما
فائتمروا الحق ما بدا لكم
واعتصموا إن وجدتم عصَمَا
في هذه الأرض والسَّماء ولا
عصمة منه إلا لمن رَحِما
يا أيُّها النّاس هل ترون
إلى فارسَ بادَتْ وأنفُها رَغِما
أمسوا عبيداً يرعون شاءكم
كأنما كان مُلْكُهم حُلُمَا
أو سبأ الحاضرون مآرب
إذ يبنون من دون سِيله العَرِما
فَفُرِّقُوا في البلاد واغترفوا
الذُّلَّ وذاقوا البأساء والعَدَما
وبُدِّلوا السِّدرَ والإراك به
الخَمْطُ وأضحى البنيانُ مُنهدما
570 - حدثنا أحمد نا إسماعيل بن إسحاق نا سليمان بن حرب نا حمّاد بن زيد نا عاصم عن أبي صالح عن أبي هريرة قال القلبُ ملك البدن وللملك جنود فرجلاه بريداه ويداه جناحاه وعينه مَسْلَحته والأذنان قُمع واللّسان ترجمان والكليتان مَكيدة والرئة نَفَسٌ والطِّحَال ضَحِكٌ فإذا صلح الملك صلح الجنود وإذا فَسَدَ الملِك فَسَدَ الجنود
571 - حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال أنشدني عمرو بن بكر لرجلٍ من ثقيف
تقول سُليمى ما لرأسك شائباً
ألم تعلمي ما أذاب ذوائبي
مِن الصُّبح والإمساء والفقر
والغنا ومن صاحبٍ بدَّلْته بعد صاحب
عزيزٌ عليّ فَقدُه قد رَزَيْتُه
فبانَ وخلَّى داهِرات النوائِبِ
572 - حدثنا أحمد نا أبو بكر بن أبي الدنيا أنشدني أبو سعيد المؤدب قال أنشدني أبو البداح لأخته الشموس
لَنَا عَبَراتٌ للغِرِيب عن أهله
لأنكَ في أقصى البلادِ غريبُ
لكلِّ بني أم حَبيبٌ يَسُرُّهُم
وأنت لنا حتى المماتِ حبيبُ
فعَجِّلْ على أم عليكَ شَفيقة ٍ
ولا تثْوِ في أرضٍ وأنت غريب