كتاب المجالسة وجواهر العلم - ط ابن حزم

611 - حدثنا أحمد نا أحمد بن مُلاعِب نا صالح بن إسحاق نا يحيى بن كثير نا هشام بن حسان عن ابن سيرين عن أبي هريرة قال قال رسول الله {صلى الله عليه وسلم} كان رجلٌ فيمن كان قبلكم يبايع بالأمانة فدعا رجلاً فبايعه بالأمانة فحضر الأجلُ وقد خَبَّ البحر وفَسَد فلم يقدر على إتيانه فنقر خشبة ً وجعل فيها وتداً وذلك الذهب الذي كان عليه ثم أتى البحر فقال اللّهم إني أخذته بالأمانة وإنَّ الأجل قد حلَّ ولست أقدر على الذهاب فأنا أستودعكها حتى تؤديها عنِّي وقذفها في البحر فذهبت الخشبة يرفعها موجٌ ويضعها آخر فخرج الرجل يتوضأ للغداة فإذا خشبة قد صكّت عقبه فأخذها فإذا هي ثقيلة فأتى بها أهله فقال لا تُحْدِثوا فيها شيئاً حتى أصلي وأرجع فلما رجع فلقها فإذا فيها ذهب فأحصى وزنه وكتَبَ فلقي الرجلَ بعد حين فقال يا فلان ألم تك بايعتني بالأمانة قال بلى قال فأين مالي قال هو ذا أتزِن فلما وزنه
وقبضه قال تَعْلَم لقد فعلتُ كذا وكذا قال فقد والله أدّى الله عز وجل عنك فردّ إليه ماله قال فقال رسول الله {صلى الله عليه وسلم} فأي الرجلين أعظمُ أمانة الذي أدّاها مرتين ولو شاء لذهب بها أمِ الذي ردّها ولو شاء لأخذها مرتين إسناده ضعيف جداً والحديث صحيح
613 - حدثنا أحمد نا إبراهيم بن حبيب نا محمد بن منصور البغدادي قال قامَ بعض الزهّاد بين يدي المنصور فقال له إنَّ الله تبارك وتعالى أعطاك الدنيا بأسرها فاشترِ نفسك ببعضها واذكر ليلة َ تبيتُ في القبر لم تبت قبلها ليلة واذكر ليلة ً تَمَخّض عن يومٍ لا ليل بعده قال فأُفحِمَ أبو جعفر من قوله فقال له الربيع أيها الرجل إنك قد غممت أمير المؤمنين فقال الرجل يا أمير المؤمنين هذا صَحِبَكَ عشرين سنة لم يَرَ لكَ عليه أن ينصحك يوماً واحداً ولا عمل وراء بابك بشيء من كتاب الله عز وجل وتبارك وتعالى ولا سنة رسول الله {صلى الله عليه وسلم} فأمر له المنصور بمالٍ فقال لو احتجتُ إلى مالك لما وعظتك

الصفحة 133