كتاب المجالسة وجواهر العلم - ط ابن حزم

دخل محمد بن كعب القرظي على عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه يوم ولي فقال له يا أمير المؤمنين إنما الدنيا سُوق من الأسواق فمنها خرج الناس بما رَبِحُوا منها لآخرتهم وخرجوا منها لما يضرُّهم فكم من قومٍ غرَّهُم مثل الذي أصبحنا فيه حتى أتاهم الموتُ فاستوعبهم وخرجوا من الدنيا مُرْمِلين لم يأخذوا من أمر الدنيا والآخرة فاقتسم مالَهم مَنْ لم يَحْمَدهُم وصاروا إلى مَنْ لم يعْذرْهُم فانظر الذي تُحِبُّ أن يكون معك إذا قدمت فقدِّمه بين يديك حتى تَخْرُج إليه وانظر الذي تكره أن يكون معك إذا قَدِمْتَ فابْتَغ به البَدَلَ حيث يجوز البَدَلُ ولا تذهبنّ إلى سلعة قد بارَت على غيرك ترجو جَوازَهَا عنك يا أمير المؤمنين فتحِ الأبوابِ وسهِّلَ الحجابَ وانصر المظلوم

الصفحة 135