857 - حدثنا محمد بن يحيى بن عبد الرحمن الأزدي نا روح بن أسلم نا قثم العابد قال سمعت عبد الواحد بن زيد يقول هَبَطْتُ مرة ً وادياً في بعض أسفاري فإذا براهبٍ ٍ قد حبس نفسه في بعض غيرانه فراعني ذلك فقلت إنسيٌّ أو جنيّ فقال لي وفيم الخوف من غير الله أنا رجلٌ أَوْبَقَتْهُ ذنوبه فهرب إلى ربِّه ليس بِجِنّيّ ولكن إنسي مغرور قلت مُذْ كَمْ أنت ها هنا قال مُذ ثلاثين سنة قلت من أنيسُك قال الوحشُ قلت فما طعامك قال البهار - يعني نبات الأرض - قلت ما تشتاق إلى الناس قال منهم هربت قلت فعلى الإسلام أنت قال ما أعرف غيره غير أن المسيح {صلى الله عليه وسلم} أَمَرَ في بعض الكتب بالعُزْلَة والانفراد عند فساد الناس قال عبد الواحد فحسدته والله على مكانه ذلك
858 - حدثنا محمد بن سهل الأزدي نا محمد بن موسى بن حماد عن هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن عبد الله بن أبي عبيدة بن عمار بن ياسر قال خرج حصين بن عمرو بن معاوية بن كلاب وخرج معه رجلٌ من جهينة يقال له الأخنس الجهني فقتله وأخذ ماله فكانت أخته صخرة تبكيه في المواسم فقال الأخنس الجهني بعد زمانٍ فيها
كَصَخْرة َ إذ تُسَاءِلُ في مِراجٍ
وفي جَزْمِ وَعِلْمهما ظنونُ
تُسائل عن حُصَينٍ كُلَّ رَكْبٍ
وعند جُهَينَة الخبرُ اليقينُ
قال ومراج حي من قضاعة
859 - حدثنا محمد بن سهل نا محمد بن موسى عن هشام بن محمد الكلبي قال قول الناس مواعيد عُرقُوب سمعت أبي يقول إنه كان رجلٌ من العماليق يقال له عُرقُوب أتاه أخٌ له يسأله شيئاً فقال إذا طلع النَّخل فَلَكَ طَلْعُها فلما أطلعت أتاه للعِدة ِ فقال دعها حتى تصير زهواً فلما أزهت قال دعها حتى تصير رُطباً فلما أرطبت قال دعها حتى تصير تمراً فلما أتمرت عَمَدَ إليها في الليل فجدَّها ولم يعط أخاه شيئاً منها فصار مثلاً في الخُلْفِ وفيه يقول الأشجعي الشاعر
وَعَدْتَ وكانَ الخُلْفُ منك سَجِيَّة ً
مواعيدُ عُرْقُوبٍ أَخاهُ بيَثْرِبَ